محاولات إنقاذ السودان: لا أمل في ضل أكبر كارثة انسانية
تقرير بلقيس العيوني قسم الدراسات والعلاقات الدولية16-07-2024
تقديم :
شهدت السودان خلال هذا الشهر الجاري اجتماعات عديدة افتتحت بالأمل في التوصل لحل الأزمات المتتالية واختتمت بعدم الاتفاق والفشل دون التوصل الى حل يذكر في الوقت الذي تعاني فيه السودان من أسوء وضع انساني كارثي في العالم، من بين هذه الفعاليات :
الفعالية الأولى: “مؤتمر القوى المدنية والسياسية السودانية”
عقد بالقاهرة، في 06/07/2024 استمر يومين، افتتح بحضور ممثلي القوى السودانية والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الفاعلة وذات الاهتمام بملف السودان.
بدأت خلاله الخطوات الأولى نحو التوصل لحلول توقف الحرب القائمة ولكن إنتهى برفض قوى سياسية التوقيع على بيانه الختامي بحجة أنه لم يشمل ملاحظاتها وتعديلاتها.
فحسب ما ورد عن رئيس حركة تحرير السودان وحاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، نتج هذا الرفض عن ” تجنب البيان الختامي للمؤتمر لما وصفها بـ”جرائم قوات الدعم السريع الكبيرة، مثل التي جرت في الفاشر والجنينة ومنطقة ود النورة بولاية الجزيرة “.
الفعالية الثانية: محادثات “غير مباشرة”
محادثات بين طرفي حرب السودان في جنيف، بقيادة المنظمة الدولية لوقف إطلاق النار، في حين أكد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان أن “لا تفاوض مع قوات الدعم السريع إلا بعد انسحابها من كافة المناطق المدنية”.
و من الملحوظ عدم إبداء الطرفين لإستعدادهم و إصرارهم للحوار فقد أبدى مسؤولي الحكومة إختفائهم بإيصال وجهة نظرهم بشأن القضايا الإنسانية إلى المسؤولين الأمميين، لتجنب المفاوضات المباشرة مع ممثلي قوات الدعم السريع.
كما نقل عن عبد الفتاح البرهان قوله عن الشعب السوداني “نأخذ لهم حقهم كاملاً.. ولا تسمعوا مفاوضات في سويسرا، ولا مفاوضات في أي مكان، نحن مفاوضاتنا واحدة”.
الفعالية الثالثة: اجتماعات الآلية الرفيعة للاتحاد الأفريقي بأديس أبابا
هو مؤتمر نظمه الاتحاد الأفريقي، وشاركت به القوى السياسية والمدنية السودانية في أديس أبابا إمتد بين 10 و 15 يوليو الجاري بمشاركة أكثر من 20 كتلة وحزبا ومجموعات مدنية وشبابية، أغلبيتها داعمة للجيش السوداني، ركّز المؤتمر على الحاجة لمناقشة قضايا وقف الحرب والمساعدات الإنسانية والترتيبات الدستورية بعد الحرب.
شمل البيان الختامي للمؤتمر بعض النقاط منها :
1 فك تجميد عضويته في المنظمة الأفريقية المعلقة منذ أكتوبر 2021، التي نتجت عن حل مجلسي السيادة والوزراء وفرض حالة الطوارئ في البلاد، التي اعتبرها الاتحاد “انقلابا” من طرف عبد الفتاح البرهان (رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش).
2 ضرورة احترام اتفاق جدة بين الجيش وقوات الدعم السريع المبرم في مايو 2023، و”إدانة انتهاكات الدعم السريع والقوى الخارجية التي تدعمها”.
3 إجراء المشاورات اللازمة مع الاتحاد الأفريقي، للتوصل لإتفاق وقف إطلاق النار، ثم عقد حوار سوداني- سوداني في داخل البلاد.