محادثات القاهرة: تأهب عسكري وترقب دولي لـ”اقتحام رفح” دون موقف عربي متحد
قسم البحوث والدراسات الإستراتجية الأمنية والعسكرية 29-04-2024
تقديم
تتجه الأنظار إلى محادثات ستجرى في القاهرة حيث من المقرر أن يصل اليوم وفد من حركة حماس إلى القاهرة لبحث وقف إطلاق النار في غزة، بينما تأتي الزيارة على وقع جهود مكثفة للتوصل لاتفاق هدنة ضمن صفقة لتبادل رهائن إسرائيليين وأسرى فلسطينيين قبل هجوم إسرائيلي تخطط تل أبيب لشنه على مدينة رفح بجنوب القطاع.
المحادثات المرتقبة التي ترعاها مصر وقطر وتباركها الولايات المتحدة تعتبر مفصلية إذ أن مسارها سيحدد الموقف المصري من اجتياح مدينة رفح آخر ملاذ آمن لمئات الآلاف الفارين من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
مع تكثيف النشاط العسكري والتحركات البرية والجوية في المنطقة، مما يشير إلى احتمالية انطلاق عملية عسكرية قريبة في رفح.
هذا وتزعم حكومة نتنياهو الصهيونية وجود أربع كتائب قتالية كاملة تابعة لحماس في رفح مشيرة إلى تلقي هذه الكتائب تعزيزات من آلاف المقاتلين المنسحبين من مناطق أخرى.
بات من الواضح أن إسرائيل قد حسمت قرارها بشأن خطة اجتياح مدينة رفح وإنهاء الحرب والعامل الذي يؤخر التنفيذ هو الاستعدادات اللوجستية المتمثلة في عملية إجلاء النازحين من المدينة باتجاه مناطق خان يونس جنوبي غزة، إضافة إلى تجهيز الجيش للهجوم المحتمل.
ووفقاً لتقرير من “صحيفة بوليتيكو الأمريكية” ،يدرس الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته الموافقة على صفقة جديدة لبيع أسلحة إلى إسرائيل” بقيمة 18 مليار دولار”، وهي الكبرى في تاريخ البلاد.
وتتضمن الصفقة نحو 50 طائرة مقاتلة جديدة من طراز إف 15، إضافة إلى 30 صاروخاً جوياً متوسط المدى ومجموعة من الذخائر والمعدات التي يمكنها تحويل القنابل غير الموجهة إلى أسلحة دقيقة.
النزوح إلى سيناء دون موقف عربي متحد
إذا ما تم الاجتياح الإسرائيلي لرفح، فقد يضطر السكان المدنيون في المدينة إلى الفرار من المنطقة نتيجة للتصعيد العسكري مما يترتب عليه أزمة إنسانية خطيرة يتعرض فيها النازحون للعديد من التحديات حيث يواجه أكثر من مليون و300 ألف فلسطيني هناك مصيراً غير معلوم بعد احتمالية اجتياح وقصف غزة.
صحيفة “يسرائيل هيوم” الإسرائيلية، ذكرت عن قرار للحكومة الإسرائيلية بعد تعثر محادثات وقف إطلاق النار مع حماس أن عملية اجتياح رفح التي تأجلت لعدة أسابيع بسبب خلافات مع واشنطن، ستتم قريباً جداً.
واشنطن حيال الحرب باتت تعطي العرب شعارات، وتمنح إسرائيل الإمكانات، فلم يعد بإمكان المشروع العربي الذي لا يملك قوى تأثير أصلا أن يحدد المواقف من القوى الدولية حسب المصلحة العربية المشتركة تجاه القضية الفلسطينية وابرز مثال هو مصر في حد ذاتها .
هذا وتؤكد حكومة الاحتلال الصهيوني أن الفوز في حرب غزة يعتمد بشكل لا مفرّ منه على السيطرة على رفح والقضاء على المقاومة، إضافةً إلى استعادة أي رهائن قد يكونون محتجزين في المنطقة.
القلق يتزايد بخصوص اهتزاز الوضع الإنساني
تزيد التقارير عن توجه “إسرائيل” نحو اقتحام مدينة رفح من التوترات على الصعيدين الإنساني والسياسي، مما يجعلها تحظى بترقب دولي واسع النطاق، ويعبر العديد من الدول والمنظمات الدولية عن قلقها إزاء تداعيات الاقتحام المحتمل على الوضع الإنساني في المنطقة، وتحذر من أزمة إنسانية خطيرة .
ومن المتوقع أن يكون لأي اقتحام محتمل لمدينة رفح تداعيات خطيرة على الصعيدين الإنساني والسياسي، فقد أظهرت العمليات السابقة أن المواجهات العسكرية في المنطقة ترتبت عليها خسائر بشرية كبيرة ودمار هائل في البنية التحتية وتفشي الأوبئة والأمراض وانتشار المقابر الجماعية، وعزل المجتمع الفلسطيني بأكمله عن العالم حيث لا ماء ولا غذاء ولا دواء في ضل صمت عربي مطبق …
ويصف مراقبون الدعم العسكري الأمريكي الأخير للجيش الإسرائيلي بأنه قد شكل نقطة تحول في تشجيع إسرائيل لمواصلة خططها بشأن اقتحام مدينة رفح المكتظة بالنازحين.
خلاصة
ان الحدّ الذي وصل به إعلان الاحتلال الإسرائيلي اكتمال استعداداته وقرب اجتياحها لمدينة رفح لا يعبر الا عن كون المجتمع الدولي بات عاجزا تماما عن فعل أي شيء، فيما أعطت واشنطن الضوء الأخضر لنتنياهو تنكشف السيناريوهات الفاضحة الى التخاذل الدولي والخديعة المدبرة في سلب فلسطين من كل الوطن العربي الإسلامي وجعلها موطأ قدم للأمريكيين والصهاينة في منطقة الشرق الاوسط بإصرار واشراف عربي .