أخبار العالمأمريكاالشرق الأوسط

محادثات أميركية إيرانية تتقدم نحو اتفاق نووي أكثر صرامة وسط ضغوط إسرائيلية وعودة لنهج ترمب التصعيدي

اقتربت المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران من إبرام اتفاق نووي جديد يشبه إلى حد كبير اتفاق 2015، لكن بصيغة أكثر صرامة وتمتد لعقود، في ظل ضغط إسرائيلي متزايد لإجهاض أي تسوية لا تضمن “صفر تخصيب” لليورانيوم، وتزامنًا مع تشديد الرئيس الأميركي السابق والعائد إلى البيت الأبيض دونالد ترمب سياسته العدائية تجاه طهران.

وكشفت وكالة “رويترز” نقلًا عن مصادر دبلوماسية مطلعة أن الاتفاق المنتظر سيقيّد البرنامج النووي الإيراني لمدة تصل إلى 25 عامًا، مع خضوعه لرقابة مشددة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والحد من التخصيب بنسبة لا تتجاوز 3.67%، وتخفيض عدد أجهزة الطرد المركزي، وتقليص مخزون إيران من اليورانيوم إلى ما دون مستويات ما قبل 2015، مقابل تصدير الفائض إلى دول مثل روسيا.

لكن العقبة الكبرى في طريق الاتفاق تبقى رفض طهران مناقشة برنامجها الصاروخي، ورفضها تفكيك بنيتها التحتية النووية بالكامل، وهو ما يتناقض مع مطالب إسرائيل التي تطالب بمقاربة “نموذج ليبيا”، في حين يسعى ترمب إلى تقديم أي تسوية محتملة كإنجاز سياسي، رغم انسحابه بنفسه من الاتفاق السابق عام 2018.

وتعززت التكهنات باحتمال تصعيد عسكري في ظل ما وصفه مسؤولون إسرائيليون بـ”فرصة نادرة” لتوجيه ضربة لإيران مع تراجع فعالية دفاعاتها الجوية، في وقت تُعارض فيه واشنطن أي عمل عسكري مباشر قد يُهدد استقرار المنطقة، لكنها لا تستبعد تقديم دعم غير مباشر.

وعلى الرغم من التأجيل المفاجئ للجولة الرابعة من المفاوضات التي كانت مقررة في روما، تؤكد واشنطن أن المحادثات لم تتوقف وأنها تتوقع جولة جديدة قريبًا، في ظل التنسيق مع الأوروبيين الذين حذروا من إعادة فرض العقوبات الدولية ما لم يتم التوصل إلى اتفاق قوي وقابل للتحقق.

في الأثناء، صعّد ترمب لهجته بإعلانه وقف كل مشتريات النفط والبتروكيميائيات الإيرانية، مهددًا بفرض عقوبات على أي جهة تنتهك القرار، وهو ما وصفته طهران بأنه “إرهاب اقتصادي” يفتقر إلى حسن النية ويفضح ازدواجية السياسة الأميركية.

وتتهم إيران واشنطن بتعطيل المسار الدبلوماسي رغم ما تبديه من استعداد للحوار، فيما تتضافر جهود فرنسية وبريطانية وألمانية في الخلفية لإحياء المسار الأوروبي في الاتفاق، مع اقتراب مهلة اتخاذ قرار حاسم قد يعيد الملف الإيراني إلى المربع الأول إذا فشلت المحادثات الجارية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق