مباحثات بين واشنطن وبغداد بشأن الوجود العسكري الأمريكي في العراق
بغداد-العراق-24-7-2021
أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، جون كيربي، أنّ وفداً عراقياً يزور البنتاغون للبحث في قضايا استراتيجية بين البلدين، على رأسها مسألة الوجود العسكري الأمريكي في العراق، فيما أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” بأن كبار المسؤولين العراقيين والأمريكيين يخططون لإصدار بيان بشأن انسحاب القوات الأمريكية من العراق مع نهاية العام الحالي.
وقال مسؤولون عراقيون وأمريكيون للصحيفة إن البيان سينشر بمناسبة زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لواشنطن يوم الإثنين، حيث سيلتقي الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وأشار أحد المسؤولين الأمريكيين إلى أن واشنطن تخطط لتلبية شروط البيان من خلال تغيير دور بعض القوات الأمريكية في العراق، وليس من خلال تقليص عدد الأفراد. وقال إن “ذلك ليس تكييفا كميا، بل توضيح الوظائف التي ستؤديها القوات وفقا لأولوياتنا الاستراتيجية”، حسب تعبيره.
ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين قوله: “لا نحتاج إلى مزيد من المقاتلين لأن لدينا هؤلاء. وما نحتاجه هو التعاون في مجال الاستخبارات والمساعدة في التدريب، ونحتاج إلى القوات لتساعدنا في الجو”.
وكان مجلس النواب العراقي صوت العام الماضي بأغلبية مطلقة على قرار يلزم الحكومة العراقية بإنهاء الوجود الأجنبي في البلاد بعد الجرائم الأمريكية على الأراضي العراقية.
وفي السياق نفسه، قال مسؤولون أميركيون لنشرة “بوليتيكو” إن “مهمة القوات الأميركية في العراق ستتحوّل إلى مهمة استشارية مع نهاية العام الحالي، وبهذا تُنهي الولايات المتحدة مهماتها القتالية في العراق”. وأكّدوا أن “القرار لا يشكّل انسحاباً للقوات الأميركية من العراق، وسيبقى عدد من القوات العسكرية هناك إلى أجَل غير مسمّى، يضطلعون بمهمات لوجستية واستشارية، ومن أجل توفير غطاء جوي واستخباري”.
وكانت الولايات المتحدة خفّضت حضورها العسكري في العراق العام الماضي بمقدار النصف، أي ما يعادل 2500 جندي. وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية في أبريل الماضي أنّ وجود القوات الأميركية أصبح يقتصر على الاستشارة والتدريب.
من جانبه أكد الأمين العام لـ”عصائب أهل الحق” قيس الخزعلي، أنَّ عمليات المقاومة ستستمر حتى خروج القوات الأميركية من العراق، وشدد على أن عمليات المقاومة الأخيرة ضد القوات الأميركية جاءت ثأراً لجريمة القصف الأخيرة على فصائل الحشد الشعبي، مؤكداً أن المقاومة غير معنية بالحوار بين الحكومة والإدارة الأمريكية، لأنه محاولة خداع من واشنطن لبقائها في العراق.
ويأتي الحديث عن مباحثات بشأن الحضور الأمريكي في العراق، وسط توجّه أمريكي إلى تخفيض الانتشار العسكري في الشرق الأوسط، كان آخره انسحاب قوات الجيش الأمريكي من أفغانستان، بعد أشهر على سحب واشنطن قدرات قتالية كانت نشرتها في عهد ترامب في عدد من الدول العربية.