أخبار العالمإفريقياالشرق الأوسطبحوث ودراسات

ما حقيقة نجلاء المنقوش في لقائها مع “الجزيرة”؟ ولماذا ظهرت في هذا التوقيت؟

لقاء من أجل نهاية الدبيبة

في هذه الفترة من تاريخ ليبيا الحرج تخرج علينا قناة الجزيرة مالعادة بأجندتها الإعلامية لتحضر لمرحلة جديدة في ليبيا فهل بعد سوريا ستكون ليبيا؟

فعلا تشهد ليبيا مرحلة صعبة جدا واضطرابات سياسية وميدانية وأمنية مكثفة واستعداد لإنهاء مرحلة الدبيبة وإخراجه من الحكم.

طبعا لدبيبة الكثير من نقاط الضعف والفساد وخروجه أصبح مؤكد والتفاوض معه على قدم وساق وخاصة التفاوض مع من سيخلفه والبعثة الأممية والأطراف الداخلية والخارجية في سوق النخاسة السياسية” ولمن يقدم أكثر ضمانات.

فالملفت للإنتباه أن الدبيبة قبل بالخروج الآمن له وفي نفس الوقت يتفاوض على ترك ضمانات لدول بعينها كالأمريكان والأتراك وخاصة الفرنسيين الذين خسروا دول الساحل والصحراء وخاصة النيجر والتشاد…

ما هي علاقة المنقوش للخروج الآمن للدبيبة؟

الشعب الليبي “يمقت ويرفض أي تعاون مع الكيان الصهيوني” وفي نفس الوقت المنقوش قد تمّت إقالتها على خلفية لقائها مع وزير الخارجية الصهيوني في روما بتعليمات من الدبيبة ولكن الدبيبة وقتها تنصل من المسؤولية وأصبحت متهمة وتمّ “تهريبها” الى بريطانيا وإجبارها على السكوت وعدم التصريح…

لكن اليوم ومع قناة الجزيرة قد تمّ إخراجها من أجل مهام…

ما هي خلفية إخراج نجلاء المنقوش للإعلام؟

طبعا بهذا اللقاء التلفزي وعبر قناة “الجزيرة” ستحاول المنقوش تبني أفكار تحرك بها الشارع الليبي وخاصة مشاعره ضد كيان الإحتلال وذلك بداية بتبرأة نفسها وإعطاء نوع من المصداقية لنفسها وخاصة ستحاول جذب أكبر عدد ممكن من الناس ليتعاطفوا معها وكان ذلك فعلا مع المذيعة الذكية جدا في إدارة الحوارات السياسية.

فلقد نفت المنقوش وزيرة الخارجية الليبية المقالة، أن يكون دافع اللقاء الذي أجرته مع إيلي كوهين في إيطاليا يمهد لتطبيع ليبيا مع إسرائيل وهنا بدأت تجلب المؤييدين من الليبيين خاصة، مؤكدة أنها كانت مكلفة من رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة لعقد اللقاء لمناقشة قضايا استراتيجية تتعلق بأمن واستقرار البحر المتوسط، ومن هنا يتبادر للذهن سؤال هل وزير الخارجية هو من يتكلف بالملف الأمني؟ وهل مع إسرائيل يمكن مناقشة القضايا الإستراتجية الأمنية؟ وإذا تمّ التفاهم مع الكيان الصهيوني حول الملف الأمني سيكون هناك تعاون، إذا يجب التطبيع من أجل قضايا إستراتجية…. وهنا بدأت المنقوش ترمي التهم على الدبيبة وتبرؤ نفسها… فهي وزيرة تنفذ تعليمات رئيس الحكومة لا غير، ومنذ أن أقالها الدبيبة وأجبرها بالخروج من ليبيا فهي ملتزمة الصمت ولا يوجد وزير خارجية بديل لها وبقيت مهام وزير الخارجية عند الجبيبة.

وقالت في اللقاء أن مغادرتها طرابلس كان بقرار سياسي ولم توضح ما معنى القرار السياسي الذي أجبرها على الخروج وفي نفس الوقت تظهر المنقوش بطولة مدعومة من اصحاب المشروع “اللقاء التلفزي” أنها مستعدة لأي تحقيق يكشف حقيقة اللقاء “الزلزال” الذي أثار عاصفة من الجدل.

وتحدثت نجلاء المنقوش لأول مرة منذ أغسطس 2023، بعد الجدل الذي أثاره تسريب اللقاء الذي عقد في روما، وحصرياً لمنصة أثير لشبكة الجزيرة، وتعرض الحلقة أيضاً على منصة “الجزيرة 360”.

واصحاب المشروع تفاهمت معهم المنقوش لتظهر صاحبة شخصية وشجاعة وجرئة حتى أنها “أجبرت” قناة الجزيرة أن تحاورها الجزائرية خديجة بن قنة لتكشف وبشكل حصري لشبكة الجزيرة تفاصيل خاصة عن كواليس ما حدث منذ مغادرتها ليبيا بطلب وترتيب من السلطات الرسمية في طرابلس طبعا وهنا يكون الدبيبة هو المتهم وهو المخطط للموضوع وبالتالي هو من يريد التطبيع وهذه اللطمة الأولى في وجه الدبيبة المطلوب منه مغادرة الساحة السياسية ورئاسة الحكومة بطلب شعبي.

وقالت المنقوش في الحوار يوم الأحد 05 يناير 2025، أنها اتهمت بالتطبيع باطلا وأن الليبيين لم يسمعوا الحقيقة، ولم تصلهم الصورة الكاملة لما جرى، حيث منعت بحسب تأكيدها لخديجة بن قنة من الإدلاء بأي تصريح يكشف حقيقة ما جرى، وطُلب منها مغادرة طرابلس، على أساس عودتها بعد أيام، لكن الغياب طال لسنة وأشهر بحسب تصريحاتها.

المنقوش ترمي التهمة على الدبيبة

وأكدت نجلاء المنقوش بشكل صريح ومباشر، أن اللقاء الذي عقدته مع “إيلي كوهين” وزير الخارجية الإسرائيلي السابق، كان بتنسيق وترتيب من رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، وهي قابلت نظيرها الإسرائيلي، بتكليف رسمي، وبجدول أعمال سلم لها.

كما أرادت أو كما أريد للمنقوش أن تظهر بمظهر البطلة الجريئة فقد قالت أنها انتقدت في بداية لقاء كوهين، سياسات الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، ودافعت عن حقوق الفلسطينيين… طبعا مع إرتباك كبير في نبرة صوتها ولغة جسدها خلال اللقاء يقول أن “المرأة قد حفظت درسها ولكن لم تفهم الدرس”.

وقد أعادت في العديد من المرات أن لقائها مع وزير الخارجية الإسرائيلي السابق، هدف إلى مناقشة قضايا استراتيجية حساسة تهم ليبيا، منها الرهانات المتعلقة بالموارد في حوض البحر الأبيض المتوسط، وتحديداً الغاز والحدود البحرية، على ضوء الاكتشافات الأخيرة، ووضع النقاط على الحروف بخصوص تلك الموارد…

والسؤال المطروح ولمن يعرف المنقوش عن قرب:

 هل فعلا هذا ما ناقشته المنقوش مع كوهين؟

وهل هي فعلا مؤهلة لمناقشة مثل هذه المواضيع؟

وأكدت المنقوش حينما سألتها خديجة بن قنة عن صفتها الحالية هل هي وزيرة الخارجية الليبية، أم الوزيرة المقالة، أم المستقيلة، أم المحقق معها؟

كانت الإجابة أنها من ناحية إدارية وقانونية هي وزيرة الخارجية، وإن كان هناك تحفظ من ناحية سياسية، لتعتمد الصفة طيلة الحلقة يعني المرأة ترى في نفسها أنها لا تزال وزيرة الخارجية الليبية ولم تبيّن كيف ذلك.

وأشارت الوزيرة المقالة في دغدغة لمشاعر الليبيين وبتجارة واضحة إلى أنه كان يستحيل أن تعقد اللقاء مع وزير الخارجية الإسرائيلي السابق، بعد السابع من أكتوبر والحرب الإسرائيلية على غزة، حيث شددت على أن القضية الفلسطينية حساسة بالنسبة للشعب الليبي وتربت عليها وتفتخر بلبس الكوفية.

وكررت الوزيرة المقالة أن اللقاء الذي أجرته مع إيلي كوهين لم يكن هدفه أبداً التطبيع، وكررت ذلك في أكثر مناسبة، بمعنى مواضح أن اللقاء كان بغاية التطبيع المبطن “تحت الطاولة” معتبرة أن اللقاء لم يعد أي تمهيد لتطبيع العلاقة بين تل أبيب وسلطات ليبيا. وبلغة الجسد ورعشة الصوت للمنقوش فاللقاء كان فعلا تمهيدا لما اتهمها به الشعب الليبي ولكنها اليوم تلبس عباءة الضحية وصاحبة المبدأ والمناصرة للقضية الفلسطينية… وطبعا بطنت كلامها بنوع من الديبلوماسية “الركيكة” التي “حفظتها عن ظهر قلب” واعترفت أن قرار التطبيع حق سيادي للشعب الليبي، ولا يمكنها أن تقرر مكانه في شأن حيوي مثل هذا المسار.

لتتراجع بعدها وفي نفس الوقت أنها هي شخصياً وكذلك الحكومة لم تكن تنوي أبداً الدخول في مسار للتطبيع مع تل أبيب. واستعرضت نجلاء المنقوش تفاصيل دقيقة عن فحوى الاجتماع مع كوهين الذي جددت طيلة المقابلة التأكيد أنه تم بتنسيق مع عبد الحميد الدبيبة الذي عاتبته لعدم إدارته بحنكة للأزمة منذ تسريب الإعلام العبري اللقاء.

 حيث قالت القضية كانت ستحل ببساطة لو تحدث الدبيبة مباشرة، وخاطب الشعب الليبي وكشف الحقيقة طبعا حقيقة تحمله المسؤولية وأنه هو من أمرها بلقاء كوهين وأوحت أنّ الدبيبة نزع المسؤولية عنه وألقاها على عاتقها.

وحينما سألت خديجة بن قنة نجلاء المنقوش عن سبب عدم كشفها الحقيقة مباشرة، أكدت وزيرة الخارجية الليبية أن الدبيبة رفض ذلك. وحول تفاصيل مغادرة المنقوش ليبيا، أشارت ضيفة أن المسؤول الأمني تواصل معها وطلب منها المغادرة بناء على أوامر رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، واعتقدت أن الأمر سيكون لأيام، لكن الغياب طال لسنة وأشهر.

وفي فصل عاطفي مشحون بالعواطف العائلية والصحّية و”المظلومية” كشفت المنقوش تفاصيل المغادرة، حيث اتجهت بطائرة رسمية نحو تركيا، ثم غادرت نحو المملكة المتحدة لتلتحق ببناتها، بعدما تأخر موعد رجوعها، وتأثرت حالتها الصحية.

لقاء تلفزي من أجل ترميم صورة المنقوش وتحضيرها لمنصب سيادي في ليبيا

والغريب ولمن يعرف المنقوش بأنها سعت جاهدة لتولي منصب الخارجية قالت في اللقاء أنها قد ترددت كثيرا في البداية لقبول التكليف، وتخوف والدها، ثم اقتناعها في الأخير بضرورة الإسهام في خدمة بلدها، حيث تركت عملها ونشاطها في الولايات المتحدة، للالتحاق بالمنصب الذي اعتبرته تكليفاً مع أنها لم تفصح عن عملها وخلفيات عملها في الولايات المتحدة وتكوينها في مؤسسات القيادات النسائية.

كما كشفت النقوش الكثير من التفاصيل المتعلقة بنشاطها الدبلوماسي، ومحاولاتها إعادة الاعتبار لليبيا، واستعادة مكانتها، وصوتها الذي لم يكن مسموعا، والعمل من أجل رفعة بلدها الذي تحدثت عنه بشغف وحب.

وتعد المنقوش أول امرأة تعين وزيرة للخارجية في تاريخ ليبيا، وهي أيضاً أكثر من تعرض من المسؤولين للانتقاد والهجوم.، فلقد كانت أفشل وزيرة في حكومة الدبيبة لأنها بعيدة جدا عن المهام التي تمّ رصدها لها من قبل جهات خارجية لتنفيذ مهام بعينها ولا تزال الى حدود إجراء اللقاء تنفذ الأجندات وربما بعد هذا اللقاء سترجع للساحة السياسية بشكل مغاير أو في منصب مغاير وبأجندات معيّنة فهي لا تزال ترى في نفسها أنها وزيرة خارجية ليبيا… ربما ستترشح مستقبلا لرئاسة الحكومة التي ستخلف الدبيبة.

كما تناولت المنقوش خلال اللقاء مواضيع استراتجية في ليبيا، وكيف يمكن أن تكون عملية الإصلاح في ليبيا، والأمن على الحدود، والميليشيات، والهجرة غير الشرعية والتدخلات الاقليمية والدولية في الشأن، وعن المرأة، وعن التواصل بين حكومة الوحدة الوطنية الليبية، و”أبناء حفتر”.

وقالت المنقوش أنها “لا تلوم الليبيين الذين لم يسمعوا القصة كاملة وكان هناك افتراض أنه تم تطبيع مع إسرائيل”، حيث اعتبرت أنها “تؤمن أن الجلوس مع العدو…. من صلب العمل الدبلوماسي الحقيقي”.

كما تحدثت المنقوش عن “دور قطر الإيجابي الداعم للقضية الفلسطينية إلى جانب مجهودات الكويت وعُمان المحمودة”.

 وأضافت أنها تلبس “الكوفية بكل فخر وهي جزء من هويتنا كعرب والتزاماً منا بالقضية الفلسطينية”.

وقالت إنها “رفضت محاولات وزير الخارجية المصري السابق سامح شكري الحديث باسم ليبيا، ومؤسف أن دور جامعة الدول العربية معطل وغير فعال وركيك”.

وأضافت أن “مؤتمر دعم استقرار ليبيا كانت له دلالة قوية أن ليبيا تتعافى”، و”جنوب ليبيا مهمش وهناك قصور في الخدمات العامة”.

وفي آخر الحلقة جددت المنقوش التأكيد أن الحكومة وعبد الحميد الدبيبة خذلها، حيث لم يتواصل معها أي مسؤول للحديث بشأن وضعها، ولم يكن هناك أي تحقيق، مع أنها عبرت مراراً عن استعدادها للمثول لأي تحقيق، طالما موقفها بحسب تأكيدها سليم.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق