مالي: مقتل 15 إرهابياً بقصف للجيش

قسم الأخبار الدولية 06/10/2025
كثّف الجيش المالي ضرباته الجوية ضد الجماعات المسلحة في وسط البلاد، مؤكداً تمسكه بخيار الحسم العسكري في مواجهة تصاعد الهجمات الإرهابية التي تهدد استقرار البلاد. فقد أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة أن سلاح الجو نفّذ عمليات دقيقة في محافظتي سيغو وتمبكتو، أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 15 عنصراً تابعين لـ«جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» الموالية لتنظيم «القاعدة»، وتدمير عشرات الدراجات النارية والمعدات اللوجستية التي كانت تستخدم في تنفيذ الهجمات.
وجاءت هذه العمليات بعد رصد مواقع الإرهابيين عبر منظومات الاستطلاع الجوي، حيث استهدفت الغارات معاقل مخفية تحت الغطاء النباتي في منطقة سوكولو، غرب سيغو. وأوضح الجيش أن العملية تمت بإشراف مباشر من قائد الأركان العامة للجيوش اللواء عمر ديارا، وأن التنسيق بين الوحدات البرية والوسائط الجوية لعب دوراً محورياً في دقة الاستهداف ونجاح المهمة.
وفي شمال البلاد، شن سلاح الجو المالي غارات إضافية في مناطق متعددة من تمبكتو، أسفرت عن تدمير سيارتين تابعتين لجماعات مسلحة، في مؤشر على توسّع نطاق العمليات الدفاعية التي تهدف إلى إحباط تحركات التنظيمات الإرهابية قبل تنفيذها لهجماتها.
تزامن ذلك مع تصاعد هجمات تنظيم «القاعدة» على المحاور التجارية الحيوية، ما أدى إلى تعطّل حركة البضائع بين مالي وجيرانها، خصوصاً عبر الطريق الرابط مع السنغال، وأثار أزمة وقود حادة في العاصمة باماكو. ودعت قطاعات واسعة من السكان إلى إنهاء الحصار بأي وسيلة ممكنة، سواء بعملية عسكرية موسعة أو بفتح قنوات تفاوض مشروطة.
ويأتي هذا التصعيد في سياق حرب مستمرة منذ أكثر من 15 عاماً بين الدولة المالية والجماعات المتشددة التي تسيطر على مناطق شاسعة من البلاد. ومنذ انقلاب عام 2020، اتجهت باماكو إلى تعزيز تعاونها العسكري مع روسيا بعد تدهور العلاقات مع فرنسا، واستقدمت مئات المقاتلين من مجموعة «فاغنر». ومع ذلك، لا تزال التحديات الأمنية قائمة، وسط تحذيرات من انتقال خطر الإرهاب إلى دول غرب أفريقيا المجاورة مثل كوت ديفوار والسنغال وموريتانيا.