أخبار العالمإفريقيا

مالي تواجه تمدد «القاعدة» بعمليات عسكرية مركّزة ونزع سلاح المجموعات المتمردة

كثّف الجيش المالي خلال الأيام الأخيرة عملياته الميدانية ضد الجماعات الإرهابية التي توسّع نفوذها في وسط البلاد وجنوبها، معلناً «تحييد» مجموعات مسلّحة وتدمير مخابئ تُستخدم في التخطيط للهجمات. وجاءت هذه التطورات في وقت واصل فيه تنظيم القاعدة عبر جماعة نصرة الإسلام والمسلمين محاولة تضييق الخناق على العاصمة باماكو، مستهدفاً الميليشيات المتحالفة مع الجيش وممرّات الإمداد الحيوية.

ونفّذت القوات الجوية المالية ضربات متتالية يومَي الجمعة والسبت، استهدفت مواقع في سيكاسو القريبة من الحدود مع بوركينا فاسو، وهي إحدى آخر المناطق التي يشهد فيها التنظيم تقدماً سريعاً عبر «كتائب ماسينا». وأسفرت الضربات عن تدمير مخابئ تحت الأشجار وملاجئ حدودية، ما يعكس اعتماد الجماعات الإرهابية على تضاريس الغابات لنقل المقاتلين والأسلحة. ورغم غياب الأرقام الرسمية الدقيقة، تحدثت هيئة الأركان عن «نجاحات عملياتية» مع استمرار دوريات حماية قوافل الوقود المتجهة إلى باماكو، التي تواجه ضغطاً اقتصادياً بسبب القيود الأمنية.

وفي المقابل، أعلن تنظيم «القاعدة» تنفيذه كميناً في موبتي أدى إلى مقتل خمسة عناصر من الميليشيات الموالية للجيش والاستيلاء على أسلحة، في مؤشر على قدرة التنظيم على المبادرة في مناطق النزاع المفتوحة رغم الضغط العسكري.

وعلى خط موازٍ، تواصل الحكومة الانتقالية تنفيذ خطة نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج في شمال مالي، بعد سنوات من مطالب الانفصال. وسلّم أكثر من ألفي مقاتل أسلحتهم في ولايات كيدال وغاون وسيغو، وسط جهود لدمجهم كجنود من الدرجة الثانية. وتعدّ العملية خطوة أساسية نحو استقرار الشمال، لكنها تواجه تحديات تشمل نقص التمويل، هشاشة مراكز التجميع، وصعوبة إعادة بناء الثقة بين المكوّنات المحلية.

وتحاول السلطات من خلال هذا المسار المزدوج—الحرب على الإرهاب وإعادة دمج المقاتلين—إظهار أن مالي تتجه نحو تثبيت السلام رغم الظروف المعقدة، في وقت يظل فيه الصراع مفتوحاً على احتمالات جديدة ترتبط بتطورات الميدان وتوازن القوى في المناطق الريفية الواسعة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق