مالي تحبط محاولة انقلاب واسعة وتعتقل جنرالات وعشرات الجنود وسط اتهامات بتدخل دولي

قسم الأخبار الدولية 15/08/2025
أعلن المجلس العسكري الحاكم في مالي عن إحباط محاولة انقلاب شملت جنرالات وعشرات الجنود، مع اعتقال مواطن فرنسي يشتبه بارتباطه بجهاز الاستخبارات الفرنسي. وجاء الإعلان الخميس، بعد أيام من شائعات حول اعتقالات واسعة للضباط في الجيش، حيث أكد وزير الأمن، الجنرال داود علي محمدين، أن الوضع تحت السيطرة وأن التحقيق مستمر لتحديد كافة المتورطين.
وذكر المجلس العسكري أن الانقلاب بدأ يوم 1 أغسطس الحالي، واعتبرت الحكومة الانتقالية أن هذه المؤامرة تهدف إلى زعزعة استقرار مؤسسات الدولة. وبث التلفزيون الرسمي صور 11 شخصاً قال إنهم أعضاء في المجموعة المخططة للانقلاب، من بينهم الجنرال عباس ديمبيلي، الحاكم السابق لمنطقة موبتي، والجنرال نيما ساغارا، المشهود لها بدورها في محاربة المسلحين منذ 2012.
وجاءت هذه التطورات في ظل حملة قمع مستمرة ضد المعارضة المدنية بعد مسيرة مؤيدة للديمقراطية في مايو، مع استمرار اعتقالات غير محدودة لأفراد الجيش والصحافيين والقادة المدنيين المنتقدين للنظام العسكري. وأشار محللون إلى أن هذه الاعتقالات ربما تهدف إلى تثبيت السلطة ومنع أي احتجاجات عسكرية محتملة، أكثر من كونها محاولة انقلاب حقيقية.
وتعاني مالي اضطرابات أمنية منذ 2012، مع نشاط جماعات مسلحة مرتبطة بالقاعدة وداعش، وتفاقمت الأوضاع بعد انقلابين متتاليين في 2020 و2021، ما دفع المجلس العسكري إلى استبدال شركائه الغربيين، ولا سيما فرنسا، بالتحالف مع روسيا لتأمين الدعم العسكري.
وأكد البيان العسكري أن الاعتقالات شملت 55 عنصراً على الأقل من القوات المسلحة، متهمين بالسعي للإطاحة بالحكومة، وأنهم تلقوا مساعدة من دول أجنبية. ويعد المواطن الفرنسي يان فيزيلييه أبرز الأسماء الموقوفة، إذ يُشتبه في عمله نيابة عن الاستخبارات الفرنسية لتجنيد قادة سياسيين وعسكريين في البلاد.
في هذا السياق، يشير مراقبون إلى أن استمرار الهجمات المتطرفة والاضطرابات الداخلية يعكس هشاشة الوضع الأمني والسياسي في مالي، حيث تتقاطع الأزمات العسكرية مع صراعات التحالفات الدولية، ما يضع الدولة الفقيرة في مواجهة مستمرة مع تحديات الأمن والاستقرار.