ماكرون في بكين… أوروبا تبحث عن توازن دقيق بين المنافسة والاعتماد على الصين

قسم الأخبار الدولية 02/12/2025
يستعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لزيارة رسمية إلى الصين هذا الأسبوع، في إطار مساعٍ أوروبية لإعادة ضبط العلاقات مع بكين في ظل تصاعد التوترات التجارية والقلق من الاعتماد الاقتصادي على ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وتمثل الزيارة الرابعة لماكرون إلى الصين خطوة مهمة في لحظة يشهد فيها العالم اضطرابات تجارية متنامية وسباقاً تكنولوجياً محتدّاً.
أهداف الزيارة ومسارها
يبدأ ماكرون رحلته في بكين بزيارة قصر المدينة المحرمة، قبل عقد مباحثات مباشرة مع الرئيس الصيني شي جينبينغ يوم الخميس. وستُستكمل المحادثات الجمعة في مدينة تشنغدو بإقليم سيتشوان، ما يعكس رغبة البلدين في تطوير حوار سياسي واقتصادي معمّق.
تأتي الزيارة عقب جولة شابتها التوترات لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في يوليو، حين تحدثت عن أن العلاقات الأوروبية – الصينية وصلت إلى «نقطة انعطاف»، في ظل تصاعد المخاوف من السياسات التجارية الصينية.
توترات تجارية وهواجس أوروبية
تشهد العلاقات الاقتصادية بين الصين وأوروبا توتراً متزايداً، خصوصاً مع تدفق الصادرات الصينية بأسعار منخفضة على الأسواق الأوروبية، وأبرزها قطاع الصلب. كما تتصاعد المخاوف في بروكسل من توسع النفوذ التكنولوجي الصيني، خاصة في مجال السيارات الكهربائية وهيمنة بكين شبه الكاملة على صناعة المعادن والعناصر الأرضية النادرة، الضرورية للصناعات الأوروبية الحساسة.
هذه التحديات تأتي بينما تفرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية جديدة، ما يضغط على التجارة العالمية ويخلق تحدياً إضافياً أمام أوروبا، التي تحاول منع تحول الصين إلى منافس اقتصادي يهدد مصالحها الصناعية.
محاولة لإعادة التوازن
بحسب مستشاري ماكرون، يهدف الرئيس الفرنسي إلى الضغط من أجل إعادة التوازن في العلاقات الاقتصادية مع بكين، بحيث تعمل الصين على تعزيز الاستهلاك المحلي وتقليص الفائض التجاري مع أوروبا. كما يسعى ماكرون إلى ضمان «تقاسم المكاسب من الابتكار»، بما يمنح أوروبا منفذاً أوسع إلى التكنولوجيا الصينية، في خطوة يرى البعض أنها ضرورية لتقليص الهوة التكنولوجية بين الجانبين.
تحرك أوروبي أوسع
لا تقتصر هذه التحركات على فرنسا، إذ يستعد كل من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والمستشار الألماني فريدريش ميرتس لزيارة الصين مطلع العام المقبل، في مؤشر إلى وجود توجه أوروبي جماعي لإعادة صياغة العلاقة مع بكين بطريقة تحمي المصالح الاقتصادية دون خسارة سوق حيوية.



