أخبار العالمأوروبابحوث ودراسات

ماكرون الفاشل يطيح بفرنسا ويخرجها من طاولة العالم لصنّاع القرار

فرنسا تخرج من خارطة العالم المؤثر

ماكرون منذ وصوله الى الاليزيه 2017 كان يطمع بأن يكون زعيم فرنسا “الشاب” وان يضع بلاده على خارطة الدول المؤثرة في المشهد العالمي، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين، غير أن سياسته الفاشلة وأطماعه الاستعمارية ومؤهلاته السياسية المحدودة لم تسعفه بأن تصبح فرنسا الاستعمارية تتصدر دول العالم في التأثير على المشهد العالمي بل بدأت تخرج من خارطة العالم المؤثر أو صانع السياسات الدولية.

يعتبر البعض أن فرنسا لا تزال قوة عالمية وهذا غير صحيح بالرغم من أنها عضو دائم في مجلس الأمن الدولي، لكن تأثيرها السياسي والعسكري يأتي في مرتبة متأخرة، لا تمكنها من صناعة السلام العالمي، أو حتى قيادة أوروبا وحلف “الناتو”، بديلا عن غياب أو تراجع أمريكي في أداء هذا الدور وهذا راجع للسياسة الفاشلة والمتهوّرة لماكرون.

فمنذ ولايته الرئاسية الأولى دخل ماكرون بقوة وحاول جاهدا قيادة القاطرة الأوروبية من دون جدوى، وحاول كذلك أداء دور سياسي وعسكري أكبر من الذي تؤديه ألمانيا القوة الاقتصادية الأولى في أوروبا، وملء الفراغ الذي أحدثه انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في سنة 2016 وطبعا فشل في ذلك، بل جرّ فرنسا الى الفشل، والاتحاد الأوروبي في الكثير من الوضعيات وجد نفسه يصلح ما أفسده ماكرون المتهوّر.

ماكرون يفشل في انشاء جيش أوروبي موحد

وفي مبادرة منه في سنة 2018 دعا الى تكوين جيش أوروبي ردا منه على تهديدات ترامب الذي قال “إن أمريكا لا يمكنها حماية أوروبا مجانا، وإن على اوروبا حماية نفسها بأموالها وليس بالمال الأمريكي.

منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم لم تتمكن فرنسا ماكرون من إنشاء جيش أوروبي موحد، والسبب بسيط جدا ففرنسا لا يمكنها وغير قادرة على ممارسة دور القيادة في الاتحاد الأوروبي في ظل إمكانيات سياسية محدودة واقتصادية متأزّمة، فالوضع السياسي الفرنسي المهتز لا يخوّل لها أن تكون قائدة ولا أن تكون محلّ ثقة الأوروبيين.

وكذلك ما يدلّ على عدم نضوج ماكرون هو مطلبه للإنفاق الكثير من المليارات على تطوير الأسلحة والقدرات العسكرية الفرنسية والأوروبية، وهذا أيضا مطلب غير ناضج بعد، بل يعد مطلب متهور للكثير من الأوروبيين.

ماكرون يفشل في انهاء الحرب بين روسيا واكرانيا

كما فشل ماكرون في بداية الحرب الأكرانية الروسية في الوساطة، وبحسب المعلومات فقد سكب الغاز على النار في لقائه مع الرئيس الروسي بوتن، ثم إن الحرب الروسية على أوكرانيا منذ ثلاثة أعوام، كشفت هشاشة الاتحاد الأوروبي على المستويَين السياسي والعسكري، إذ لم تتمكن الدول الأوروبية من إرسال العتاد العسكري الكافي لأوكرانيا حتى تقيها شر الحرب، ولولا الدعم الأمريكي لكانت كييف محتلة من جانب روسيا.

وفرنسا مؤخرا قالت انها سترسل مساعدات عسكرية لأكرانية والمساعدات هي من “خردة” السلاح الفرنسي الذي تبحث عن إعدامه، انه سلاح السبعينات الذي تخلت عنه فرنسا، مساعدات عسكرية بأموال مجمدة ومصادرة روسية، وهذا سلوك ليس بغريب على حفيد الإستعمار الفرنسي ماكرون الفاشل.

حرب أوكرانيا أثبتت أن أوروبا غير قادرة على الاعتماد على نفسها في مواجهة أي مخاطر وتهديدات كبرى، وأنها بحاجة فعلا إلى المظلة الأمنية الأمريكية التي ظلت تدعمها منذ الحرب العالمية الثانية وحتى هذه اللحظة.

ماكرون فشل أمام تهديد ترامب

ترامب خلال فترة رئاسته الأولى، ظل يستفز ويقايض أوروبا ويهددها حتى يقبض ثمن الحماية التي يؤمنها لها، وماكرون اكتفى بالكلام والتوعد وطرح مقترحاته الفاشلة، ولم يحدث أن وضعت فرنسا خطة متكاملة لقيادة أوروبا، سواء عبر بناء جيش موحد، أو حتى توحيد الجهود لتمكين التحالف العسكري بين دول “الناتو”.

ماكرون يريد أن يوحد الجيش الأوروبي ويريد أن يتزعم أوروبا وهو اليوم يطرد شرّ طرد من الدول الإفريقية ومن مستعمرات اجداده في العالم، فلا ننسى أن فرنسا الاستعمارية خرجت من مستعمراتها عسكريا ولكنها بقيت تنهب وتسرق ثروات تلك الدول وتستعمل خططها الاستعمارية السابقة باستعمال ورقة الإرهاب لتتواجد عسكريا على الأراضي الإفريقية، وفي السنوات الأخيرة وبقيادة الفاشل ماكرون طردت شرّ طرد.

ماكرون الفاشل يهدد بإستخدام المظلة النووية أمام روسيا

لم تكن تصريحات ماكرون الأخيرة بشأن استخدام المظلة النووية الفرنسية لحماية أوروبا جديدة، إذ سبق له أن طرح الموضوع في العديد من المناسبات، وحديثه الأخير يبدو أنه موجه للاستهلاك الإعلامي، والغرض منه تلميع صورته أمام الرأي العام الفرنسي الذي فقد الثقة فيه بل هناك مطالب للشعب الفرنسي لإقالته ولإنتخابات رئاسية مبكرّة، وخارجيا القول بأن هناك رجلا قويا يمكنه الوقوف أمام روسيا وحضورها في أوروبا وعقيدتها النووية.

وإذا غابت واشنطن عسكريا عن أوروبا، فلا يمكن لباريس وبقيادة ماكرون أن تقوم بدور “سوبرمان” والتلويح بالسلاح النووي ضد روسيا، والسبب أنها:

  • تمتلك حوالي 290 رأسا نوويا، مقارنة بترسانة روسيّة تفوقها عددا بعشرات المرات، حوالي 6375 رأسا نوويا.
  • يمكن القول بأن فرنسا تركز على الردع النووي وحماية حلفائها في العمق الجغرافي الأوروبي، بينما تستخدم روسيا سلاحها النووي جزءا من استراتيجيتها العسكرية لحماية مصالحها والتلويح بالسلاح للتأثير في المشهد العالمي.
  • هناك فرق كبير بين القوتين الروسية والفرنسية فبالرغم من تأثيرات الحرب على الاقتصاد الروسي، إلا أن روسيا ماضية بقوة في تحديث وبناء ترسانتها العسكرية وأسلحتها الإستراتجية، ونلحظ أنها تُنوّع من إدخال طائرات جديدة وأخرى مُسيّرة وصواريخ باليستية قصيرة وطويلة المدى إلى ترسانتها العسكرية، حتى تلبي احتياجاتها الاستراتيجية والأمنية. وفرنسا هي نملة أمام فيل وهذا ما يدركه ترامب ولهذا هو ذاهب لعقد صفقة مع روسيا والضغط على أوروبا وخاصة على ماكرون المتهور.

الخلاصة:

مهما تحدثت أوروبا وماكرون عن بداية عهد جديد للتعاون الأوروبي، تظل أوروبا بحاجة إلى الولايات المتحدة حتى تدعمها في مواجهة التحديات والمخاطر الأمنية في الفضاء الأوروبي والعالمي، وتدرك أن عليها مغازلة ترامب ودفع الكثير حتى يصل الجميع إلى نقطة التلاقي.

وفي المرحلة القادمة ستقدم أوروبا وعلى راسها ماكرون القرابين لترامب حتى يحميهم من موجات الطرد والأزمات الداخلية والخارجية وهذا ليس بغريب على أوروبا ففرنسا وبريطانيا وأوروبا قد هزمت في الحرب العالمية الثانية ولكن أمريكا هي من أنقذتهم وأعلنت انتصار أوروبا المنهزمة وذلك من اجل مصالحها.

النتيجة أن أوروبا دون أمريكا، لن تكون قادرة على حماية مصالحها الاستراتيجية بالطريقة المطلوبة، وإن حاول الرئيس الفرنسي دفع نظرائه الأوروبيين إلى الاعتماد على أنفسهم، فإن ما ينقص أوروبا هو الإرادة السياسية للمضي في وحدة حال حقيقية، تؤدي في النهاية إلى إحداث فرق جوهري في القوة العسكرية وهذا لن يحدث فهم في جوهرهم أعداء ولكنهم يظهرون الوحدة وتبقى أمريكا هي راعيتهم وعسكريا لن يتحدوا ولن يحدثوا الفارق.

في الحقيقة والواقع ماكرون الفاشل يُذكّر الاتحاد الأوروبي كثيرا أن عليه الاعتماد على نفسه، ويُذكّر نفسه هو الآخر أن عليه التقدم خطوات للأمام حتى يحقق الأمن والسلام لأوروبا، وفي الوقت نفسه يبقي الباب مفتوحا للترحيب بالحليف الاستراتيجي الأمريكي، حتى يظل حامي أوروبا.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق