أخبار العالمالشرق الأوسطبحوث ودراسات

ماذا يعني تفوض المرشد الأعلى علي خامنئي كامل صلاحياته للمجلس الأعلى للحرس الثوري؟

أعلن المرشد الأعلى السيد علي خامنائي تفويض كامل صلاحياته للمجلس الأعلى للحرس الثوري وهذا يعني الكثير بل أنه نزل كصاعقة على الكيان الصهيوني وعلى الغرب بصيفة عامة، لأن ذلك يعني الحرب من دون هوادة ويعني تغيرا راديكالي في السياسة الإيرانية لقد إنتقل الوضع من العمامة والعباءة الى الزي العسكري وهذا يعني الكثير، وهذا ما سنحاول شرحه في النقاط التالية:

  • في البداية يعني تفويض سلطوي كامل، يعني الحرس الثوري يمكنه اتخاذ قرارات كبرى ومصيرية من دون الرجوع الى المرشد الأعلى، يعني يمكن أن يأخذ قرارات نووية أو يشن هجمات كبيرة غير مسبوقة، من دون أن يرجع للمرشد ولا يأخد فتوى دينية، وهذا يعتبر تغير استراتيجي ضخم في بنية الحكم الإيراني.
  • هذا القرار يجهّز المسرح لمرحلة ما بعد خامنئي، يعني لو حصلت عملية اغتيال أو وفاة مفاجئة للمرشد المهدد بتصفيته الجسدية، القيادة لن تنهار، الحرس الثوري سيمسك البلد مؤقتًا لحين تعيين مرشد جديد، من دون أن يحصل فراغ سلطوي، ومن دون أن تنهار السلسلة القيادية كما هو في المخطط الصهيوامريكي، وبالتالي إحباط عنصر المفاجأة التي يخطط لها الصهيوأمريكي.
  • هذا معناه إن إيران في هذه المرحلة الحساسة من تاريخها قد دخلت مرحلة الحكم العسكري المغلف بالدين، يعني ليس الحرس الثوري هو الذراع الأمنية والعسكرية، لا بل سيصبح الحاكم الفعلي في إيران وهذا وبحسب بعض التقارير أن الوضع سيصبح أكثر تشديدا وقوة، بل هناك من يذهب الى أن إتخاذ القرارات لن تعود الى الفتوى ولا الى السياسي، بل ستتجه الى العسكري والتهور في بعض الأحيان وهذا ما سيزيد من إحتمالات اتخاذ “قرارات متهورة” أو “تصعيد كبير” في ملفات مثل إسرائيل أو الخليج أو حتى البرنامج النووي، وبالتالي يصبح عنصر المفاجأة على الكيان الصهيوني وليس على إيران وتنقلب المعادلة والبقاء للأقوى والبقاء لصاحب العقيدة والشرعية وليس لكيان لقيط مجرم.
  • هذه الخطوة التي إتخذها المرشد الأعلى السيد علي خامنائي، تأتي تحت عامل ضغط الزمن وهذا يعني أن هناك إدراك فعلي من أن حياة المرشد عليها تهديدات حقيقية، أو هناك معطيات إستخباراتية قد أدركت بأن لحظة النهاية قد قربت والمرشد يدرك ذلك جيدا، ولهذا فهم اتخذوا القرار لكي يستبقوا الأحداث ولا يتركون شيئا للصدفة أو المباغتة.
  • الرسالة للخارج – وتحديدًا لإسرائيل وأمريكا – واضحة اغتيال المرشد الأعلى لن يوقف الحرب ولن يبعثر الأوراق وربما سيشاهدون وجها آخر مرعب لإيران التي يحكمها الحرس الثوري وهم معروفين بتشددهم وصلابتهم الكبيرة، فالرسالة واضحة من المرشد أنه قد سلّم السلطة للجناح الأكثر راديكالية في ايران.
  • هذا التفويض الخطير ولمن يدركه ستكون عواقبه على ساحة المعركة خطير جدا فهو سينتقل من الفعل الى ردة الفعل التصعيدي وربما حتى يصل الى الفعل الهجومي الراديكالي المدمر وهو ربما ما هو متفق عليه وسياسة عسكرية جاهزة للتنفيذ.
  • التفويض يعني كذلك أن ايران أصبحت دولة شبه عسكرية بالكامل والمتحكم فيها الآن الزي العسكري وليست العباءة والعمامة… تحوّل كبير من العمامة الى البدلة العسكرية فهم ذوي بأس وشدّة كبيرة لمن يعرفهم. وبحسب التقارير فهم في قلوبهم يحملون العمامة وفي نفس الوقت البزة العسكرية هم خليط إيديولوجي راديكالي وعسكري.

الخلاصة:

الخلاصة إن إيران تعيد ترتيب أوراقها في الداخل قبل العاصفة التي أصبحت تدركها جيدا، وفوق طاولتها الايديولوجية والعسكرية، فالقضية هي حياة أو موت.

والمفروض أن كل المنطقة وخاصة الدول العربية ودول الخليج تقرأ كل السيناريوهات وتفهم جيدا مالذي يحدث من تغيرات راديكالية في المنطقة التي أصبحت فوق فوهة البركان وبدأت النار تخرج عن السيطرة.

اللعبة الكبرى في المنطقة وفي العالم بدأت تبرز وتظهر جليا، وبدأت التكتلات تتشكل بأكثر وضوح، من أجل الوقاية بل من أجل أن تقرأ لكل قوة إقليمية حساب عسكري وسيادة وطنية لا تتحكم بها خيوط ويد فوقية.

 وهذه المرحلة ليست لمن ينتظر قدره ولا يتحرك ولا يفصح عن موقفه لأن التيار سيجرفه ولا يجد من يقف معه أو يسنده.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق