ماذا يعني تعيين بريت ماكغورك بالنسبة لتركيا؟
واشنطن-الولايات المتحدة-12-01-2021
قال الصحفي بول إيدن، إن أنقرة لن ترحب بتعيين بريت ماكغورك منسقا للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجلس الأمن القومي لإدارة بايدن القادمة، مشيرا إلى أنه يمكن أن يكون لهذا الإختيار تداعيات كبيرة على العلاقات الأميركية التركية.
وكان ماكغورك مبعوثا رئاسيا خاصا للتحالف العسكري متعدد الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في كل من إدارتي أوباما وترامب. وتعامل بذلك مع قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد ودافع عنها.
وتبقى قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب حليفة أميركا الرئيسية ضد داعش في سوريا، إذ بذلت قصارى جهدها لمحاربة التنظيم على مدار السنوات الست الماضية، وتكبدت ما لا يقل عن 11 ألف قتيل في مساعيها لتدمير دولة الخلافة المزعومة.
وقد استقال ماكغورك في ديسمبر 2018 احتجاجا على إعلان الرئيس دونالد ترامب أنه سيسحب جميع القوات الأميركية من سوريا. وعندما أمر ترامب من جانب واحد بسحب القوات من الحدود السورية التركية في أكتوبر 2019 بعد مكالمة هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، شنت أنقرة غزوا مدمرا عبر الحدود انتقده ماكغورك الذي لم يكن في منصبه آنذاك.
وعندما شنت الولايات المتحدة غارة على محافظة إدلب شمال غربي سوريا واغتالت زعيم داعش أبو بكر البغدادي في نفس الشهر، كتب ماكغورك افتتاحية في صحيفة “واشنطن بوست” أشار فيها إلى أن مخبأ البغدادي كان بالقرب من وجود عسكري تركي كبير وأن على أنقرة أن تشرح ذلك.
وفي أثناء توليه منصبه المهم في الحكومة، غالبا ما انتقدته الحكومة التركية وأبواقها الإعلامية، واتهمته بدعم حزب العمال الكردستاني. وبعد الإعلان عن تعيينه الجديد، قال مسؤول تركي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، لموقع ميدل إيست آي: “دون أدنى شك، أضر ماكغورك بالعلاقات التركية الأميركية”.
كما أبدى المحللون الذين استشارهم موقع أحوال تركية وجهات نظرهم حول ما يمكن أن يعنيه هذا التعيين للعلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا بعد انتقال السلطة في واشنطن العاصمة.
وقال الباحث الزائر في صندوق مارشال الألماني، نيكولاس دانفورث،لموقع “أحوال تركية” : “بينما أحذر من الإفراط في التفكير في أي تعيين، يبقى هذا بالتأكيد دليلا إضافيا على الظرف الصعب الذي سيقضيه أردوغان مع الإدارة الجديدة. فبغض النظر عن شعور أنقرة تجاه بريت ماكغورك، تكمن مشكلتهم الأكبر في أن الكثير من المعيّنين في الحكومة الأميركية يشاركونه وجهة نظره تجاه تركيا”.
ليس ماكغورك الشخص الوحيد في الإدارة القادمة الذي انتقد أردوغان. فقد وصف الرئيس المنتخب بايدن نفسه الزعيم التركي سابقا بأنه “مستبد” وقال إن إدارته ستعطي الأولوية للدفاع عن الديمقراطية وسيادة القانون. وقال أوزيرين: “تكمن مشكلة أردوغان في أنه إذا تحرك نحو الديمقراطية بالمعنى الحقيقي، فقد يعني ذلك نهايته”. وبالتالي، ولاسترضاء إدارة بايدن، من المرجح أن “يتظاهر أردوغان بتنفيذ الإصلاح نحو سيادة القانون دون التخلي عن حكمه الاستبدادي”.
وأضاف أوزيرين: “أعتقد أن حكم أردوغان الاستبدادي وسياساته المارقة تعد عوامل رئيسية في التوترات بين أنقرة وواشنطن”. بعبارة أخرى، يحتاج أردوغان إلى السيطرة على التوترات للحفاظ على سلطته في تركيا. ويتوقع أن تكون سياسة إدارة بايدن تجاه سوريا استمرارا لسياسة إدارة أوباما، مع بقاء قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب “مصدرا رئيسيا للتوتر” بين واشنطن وأنقرة.
منذ أن ترك أوباما منصبه، شنت تركيا غارات برية متتالية ضد قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب. وغزت منطقة عفرين الشمالية الغربية في يناير 2018، ثم احتلت مساحة واسعة من الأراضي الواقعة بين المناطق الكردية السورية الرئيسية في الشمال الشرقي في أكتوبر 2019.