ماذا يعني ترامب باستئناف التجارب النووية رداً على “مسيّرات بوتين”؟

قسم البحوث والدراسات الاستراتجية الأمنية والعسكرية 31-10-2025
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم أمس الخميس 30 أكتوبر 2025 عن إصدار أمر باستئناف بلاده لتجارب الأسلحة النووية، وهو قرار يكسر تعليقاً دام لأكثر من ثلاثة عقود.
جاء هذا التطور بعد فترة وجيزة من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن نجاح موسكو في اختبار مسيّرة تحت الماء قادرة على حمل رؤوس نووية، إلى جانب صاروخ كروز يعمل بالدفع النووي.
وقد صدر الإعلان الأميركي المقتضب قبل لقاء مرتقب بين ترامب ونظيره الصيني شي جينبينغ في مدينة بوسان بكوريا الجنوبية. ويُفسَّر هذا الاستعراض للقوة بأنه يندرج ضمن إطار تشديد ترامب لمواقفه تجاه الكرملين، خاصة في ظل رفض بوتين الاستجابة لمساعي واشنطن الرامية إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا.
في سياق متصل، يُشدَّد على أن “المخاطر النووية الحالية مرتفعة للغاية وبشكل ينذر بالخطر، ويجب تجنب جميع الإجراءات التي قد تؤدي إلى سوء تقدير أو تصعيد تكون له عواقب وخيمة، ولا يمكن السماح بإجراء التجارب النووية تحت أي ظرف”.
بالرغم من التقارب الذي أبداه ترامب مع نظيره الروسي منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير 2024، إلا أن علاقتهما شهدت فتوراً ملحوظاً مؤخراً، لا سيما مع وصول المحادثات المتعلقة بإنهاء الصراع في أوكرانيا إلى طريق مسدود. ففي الأسبوع الماضي، أرجأ ترامب لقاءً كان مقرراً مع بوتين في بودابست، وتبعه بفرض عقوبات على شركتين روسيتين عملاقتين تعملان في قطاعي النفط والغاز.
يُذكر أن الخطاب المتعلق بالسلاح النووي قد عاد بقوة إلى واجهة الدبلوماسية العالمية منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022. وتظل كل من واشنطن وموسكو ملتزمتين، من حيث المبدأ، بـ “معاهدة نيو ستارت” للحد من انتشار الأسلحة النووية، التي تحدد سقفاً بـ 1550 رأساً حربياً هجومياً استراتيجياً لكل طرف، وتوفر المعاهدة آلية تحقق توقف العمل بها منذ عامين.
ومع قرب انتهاء المهلة المحددة للمعاهدة في فبراير، اقترحت موسكو تمديدها لعام واحد، لكنها لم تشر إلى استئناف أي عمليات تحقق من ترسانتي البلدين.
 
					 
					


