ماذا وراء نقل القواعد الأمريكية من قطر إلى الأردن؟
الدوحة-قطر-08-7-2021
في خطوة مهدت لها تسريبات سابقة، أعلنت واشنطن عن إغلاق قواعد عسكرية لها في قطر كانت تستخدم كمستودعات للذخيرة والأسلحة، ونقلت قواتها ومعداتها إلى الأردن.
وأعلن الجيش الأمريكي في بيان له، إغلاق معسكر “السيلية الرئيسية”، إلى جانب معسكر “السيلية الجنوبية”، ونقطة إمداد بالذخيرة تسمى “فالكون”، وهي بمثابة منطقة انطلاق أمامية للإمدادات الأمريكية في الشرق الأوسط.
وطرح عديد الخبراء تساؤلات حول أسباب الخطوة الأمريكية ودلالاتها العسكرية والسياسية، ومدى تأثيرها على النظام القطري ومنطقة الخليج من جهة،وعلى القضية الفلسطينية من جهة أخرى على خلفية الإنحياز الأمريكي الكامل لكيان الإحتلال..
كما تساءل هولاء الخبراء عن أبعاد قبول النظام الأردني باستضافة هذه القواعد
ويقول محللون إن هذه الخطوة تجعل واشنطن في وضع أفضل للتعامل مع تهديدات طهران، وتعكس الأولويات المتغيرة للجيش الأمريكي بالمنطقة.
ووفقا لبيان الجيش فإن هذه المعسكرات والقواعد كانت بمثابة نقطة انطلاق للإمدادات الأمريكية في الشرق الأوسط، حيث احتوت على 27 مستودعا لتخزين الدبابات وناقلات الجند المدرعة، ومجموعة متنوعة من المعدات.
وأوضح البيان أن الإمدادات من القواعد الثلاث، إضافة إلى مهمة دعم متمركزة هناك، أصبحت الآن جزءً من مجموعة دعم المنطقة في الأردن.
ووفقا للخبراء، فإن التهديد بضربات صاروخية ضد القوات الأمريكية مثل هجوم العام الماضي على قاعدة الأسد الجوية بالعراق، والذي خلف أكثر من 100 جريح، هو أداة مهمة في استراتيجية طهران التفاوضية، ولفتوا إلى أن واشنطن تريد حرمان الإيرانيين من نقطة القوة تلك في المفاوضات.
واعتبر المحلل السياسي القطري عبد الله الخاطر، أن نقل المعدات من قطر بالتزامن مع سحب القوات الأمريكية من أفغانستان تأتي لأن واشنطن لم تعد في حاجة لتلك المعدات.
ويعتقد المحلل السياسي القطري أن ذلك يطلق طالبان في خاصرة إيران، حتى تضطر لمواجهة طالبان وقد تسحب بعض ميليشاتها من العراق وسوريا، على حد وصفه.
بدوره اعتبر الدكتور نضال الطعاني، المحلل السياسي الأردني، وعضو مجلس النواب السابق، أن الاتفاقيات الأمريكية الأردنية العسكرية اتفاقيات تاريخية وقديمة تم تأطيرها بشكل رسمي ضمن اتفاقية عسكرية مشتركة وافقت عليها الحكومة الأردنية ولم تعرض على البرلمان.
ويرى الطعاني أن انتقال القوات الأمريكية من قطر إلى الأردن هو تبادل يخص القوات الأمريكية وحدها وضمن سياساتها العسكرية والذي يلوح بالأفق هو انتقال للمظلة العسكرية الأمريكية من منطقة الشرق الأوسط إلى شرق أسيا وبحر الصين الذي يعتبر الآن منطقة صراع اقتصادي عسكري سياسي، وصراع على تشكيل أحلاف عسكرية جديدة تهدد القطب الواحد، الذي كان سائدا لفترة طويلة في العقود الماضية.
وأكد أن القواعد الأردنية غير مهيأة لهذه الأعداد الكبيرة للقوات الأمريكية، ولا يمكن لهذه القواعد أن تستوعب هذا العدد الضخم.