أخبار العالمإفريقيابحوث ودراسات

ماذا لو حصلت روسيا على قاعدة دعم لوجستي في السودان؟

البحر الأحمر بأهميته الجيوسياسية، جعل البلدان المطلة عليه تسعى لحماية أمنها الوطني، والقوى الإقليمية الطامحة إلى قيادة المنطقة وحماية مصالحها الممتدة وراء البحار، ويمثل هذا البحر معبرًا رئيسيًا إليها…

لقد وقعت بعض دول القرن الأفريقي الساحلية، على اتفاقيات أمنية  روسية هامة كوسيلة للتعامل مع الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تعيشها والعقوبات الدولية المفروضة على بعض هذه الدول.

ومن ابرزها استضافة قاعدة عسكرية روسية لتأمين دعم خارجي قوي لمواجهة أزمات داخلية أو تهديدات من قوى إقليمية ودولية.

وحسب تصريحات ياسر العطا، فإن الوجود الروسي بسواحل السودان سيقتصر على مركز إسناد ولوجستيك وليس قاعدة، وفي المقابل ستقيم روسيا مع السودان برامج تعاون في المجال الأمني والعسكري، وفي مجالات اقتصادية منها الزراعة والتعدين.

وسائل إعلام عالمية أكدت أن روسيا ستزود الجيش السوداني بأسلحة وذخيرة وقطع غيار للطائرات العسكرية وطائرات مسيرة قتالية ستُقدمها إيران.

وهذ الدعم العسكري حيوي جدا في المواجهة مع قوات الدعم السريع التي يحاربها الجيش منذ أكثر من سنة ويعطي الاتفاق الجيش الروسي حق الامتياز في استخدام الموانئ والمطارات السودانية لنقل المعدات اللازمة لتشغيل القاعدة.

ينص الإتفاق الأولي بين السودان وروسيا على أن قاعدة “بورت” سودان ستستضيف ثلاثمائة موظف بين عسكريين ومدنيين خلال مدة تشغيلها التي حددها الاتفاق في 25 سنة قابلة للتجديد عشر سنوات إضافية، ويمكن أن يستقبل مرسى القاعدة  في آن واحد، 4 سفن أو غواصات بما في ذلك الغواصات النووية.

ومن الناحية العملياتية، ستتيح القاعدة للجيش الروسي حضورا في منطقة استراتيجية ذات أهمية بالغة، يعكسها وجود اثنتي عشرة قاعدة غربية وغيرها في جيبوتي المقابلة لمضيق باب المندب الذي يعد واحدا من أهم سبعة مضائق تمر عبرها التجارة العالمية، وتمكنها من رصد جزء مهم يبلغ 12% من حركة التجارة الدولية عبر البحر الأحمر، الذي يعد واحدا من أهم سبعة مضائق عالمية بالنسبة للتجارة العالمية.

ستوفر القاعدة لروسيا أيضا فضاء مفتوحا على بحر العرب، والمحيط الهندي وآسيا وكامل الساحل الشرقي للقارة الإفريقية، كما تبدو مؤهلة لتكون مركز تزود وصيانة وإسناد مهما بالنسبة للبحرية الروسية خلال مشاركة قطعها العسكرية في مناورات أو مهام بالمحيط الهندي.

يكشف تسارع وحيوية الحضور الروسي، العسكري والسياسي والاقتصادي  في إفريقيا عن توثب استراتيجي للعودة إلى عليها حتى قيل إن مستقبل العالم ييلعب على أرض إفريقيا، والواقع أن لروسيا، منذ سنوات وجودا في السودان، فقد حصلت شركات روسية على استثمارات عملاقة ، وتحديدا إفريقيا الغنية بالمواد الأولية والتي تشتد المنافسة الدولية. ومن أبرز هذه الشركات “ميروي غولد”  و من الجدير بالذكر أيضا أن السودان ثاني أكبر مشتر للأسلحة الروسية بأفريقيا منذ عام 2000، بعد الجزائر.

مهما كانت تداعيات هذا التموقع الجديد والتي يتوقع أن تكون سلمية، فإن القيمة الإستراتيجية والرمزية لهذه العودة الروسية كبيرة، وهنا يبدو وجيها التساؤل عن سبب اختيار روسيا للسودان الذي تمتد سواحله بعيدا نسبيا من باب المندب باتجاه الشمال.

 ولماذا لم يتجه الجهد الروسي إلى الصومال أو أريتريا المقابلة لمضيق باب المندب التي تحتضن عددا من القواعد العسكرية الغربية والصينية، وأضحت نقطة استقطاب للقوى العالمية والإقليمية الساعية للحضور في القرن الإفريقي والبحر الأحمر والمحيط الهندي؟

وكيف ستكون ردود الفعل الغربية؟.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق