ماذا بعد توجيه حفتر لإقتحام العاصمة؟
طرابلس – ليبيا – 13-12-2019 زهور المشرقي
أعلن الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر، مساء الخميس، عن بسط سيطرته على الطريق الرئيسية في منطقة الساعدية ومقر كلية ضباط الشرطة بصلاح الدين في محيط العاصمة طرابلس.
من جهته،قال رئيس أركان البحرية في الجيش الوطني الليبي، اللواء فرج المهدوي، إن ليبيا واليونان اتفقتا على سدّ الممر البحري الرابط بين جزيرة كريت، اليونانية والحدود البحرية الشرقية لليبيا، أمام السفن التركية، خاصة القادمة إلى غرب ليبيا والمحملة بالآليات والأسلحة والدواعش.
ووسط توتر مع تركيا التي أعلنت رسميا أنها ستنطلق في إرسال ناقلاتها الى البحر المتوسط بعد توقيعها اتفاقية التعاون الأمني مع رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج،أعلن المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي ، عن بدء ما وصفها بـ”المعركة الحاسمة” على العاصمة الليبية، طرابلس .
وأعلن خليفة حفتر “ساعة الصفر” لجميع الوحدات العسكرية في طرابلس،قائلا، في كلمة بثتها قناة الحدث مساء الخميس، “دقت ساعة الصفر ساعة الاقتحام الكاسح الواسع التي يترقبها كل ليبي حر شريف وأهلنا في طرابلس بفارغ الصبر”.”.
وأضاف حفتر: “إلى جميع الوحدات العسكرية في محاور العاصمة، دقت ساعة الصفر، ساعة الإقتحام الواسع الكاسح التي ينتظرها كل ليبي حر شريف ويترقبها أهلنا في طرابلس بفارغ الصبر منذ أن غزاها واستوطن فيها الإرهابيون وأصبحت وكرا للمجرمين”.
وشدد حفتر على ضرورة “احترام حرمات البيوت والممتلكات الخاصة والعامة ومراعاة قواعد الإشتباك ومبادئ القانون الدولي الإنساني”.
وفي سياق ذي صلة،قال مصدر في الإدارة الأميركية إنه لا يستبعد دخول الجيش الوطني إلى العاصمة طرابلس بعد إعلان قائد الجيش المشير خليفة حفتر انطلاق المعركة الحاسمة.
وأعرب المصدر ،الذي طلب عدم كشف هويته، خلال تصريح لقناة(الحرة) عن تحفظه عن الإدلاء بموقف البنتاغون إزاء تصريحات حفتر، مضيفا أن الساعات والأيام المقبلة ستكشف مسار اتجاهات الأمور في ليبيا..
من جانبه ، صرح مسؤول رفيع في البيت الأبيض لقناة (الحرة) بأن الولايات المتحدة أوضحت لحفتر بوضوح أن أي توغل سيكون كارثيا، وأضاف المسؤول أن واشنطن تواصل دعوة حفتر وجميع الأطراف الليبية إلى تجنب سقوط مزيد من الضحايا بين المدنيين، ووقف الأعمال العدائية، والتحرك من أجل حل سياسي للأزمة.
وكشف مصدر دبلوماسي عن بدء الترتيبات لمغادرة الدبلوماسيين الغربيين من طرابلس وإخلاءهم عن طريق البحر،عقب ارتفاع وتيرة الإشتباكات وإعلان القائد العام للجيش الوطني البدء بعملية الحسم العسكري للدخول إلى قلب العاصمة طرابلس. ي
شار إلى أن إعلان حفتر هذا يأتي في الوقت الذي تشهد فيه منطقة جنوب وجنوب شرق البحر الأبيض المتوسط حالة توتر بعد إعلان تركيا توقيع اتفاقية مع السراج.
وكانت اليونان، قد اتهمت حكومة الوفاق بالخداع وأقدمت على طرد السفير الليبي لدى أثينا، لافتة إلى أنها قد أحالت اعتراضاتها لإلى الأمم المتحدة دافعة بأن الإتفاق ينتهك القانون الدولي،حيث احتدم لخلاف بالفعل بين اليونان وتركيا بسبب تنقيب الأخيرة عن الغاز في شرق المتوسط قبالة جزيرة قبرص المقسمة.
ويقول الخبير المتخصص في شؤون شمال إفريقيا محمد عبد ربه، في حديث مع صحيفة (ستراتيجيا نيوز) اليوم الجمعة 13 ديسمبر2019 ،إن تدخل تركيا في ليبيا يأتي في ظل غياب غير مبرر للدول المغاربية، لحماية مصالحها واستثماراتها الكبيرة في ليبيا، وتركيا في حاجة ماسة إلى موقع استراتيجي على ضفاف حوض البحر الأبيض المتوسط، وتطمح إلى بناء قواعد عسكرية بليبيا والإستفادة من النفط والغاز، وتحرص أيضا على ضمان موقع وقدم لها في ليبيا، ونصيبها من صفقات إعادة الأعمار، ولتجعل منها قاعدة وبوابة إلى إفريقيا”.
ويضيف، “أن أنقرة تحاول من خلال هذا الإتفاق، ولاسيما شقه البحري تحقيق أطماعها في غاز شرق المتوسط، والذي تخوض من أجله صراعاً مريرا مع دول مثل قبرص واليونان ومصر.
وكشفت وسائل إعلام يونانية أن قوات خفر السواحل اليونانية اعترضت سفينة شحن تركية وفتشتها للإشتباه في أنها تنقل أسلحة إلى مسلحي الوفاق في مدينة مصراتة.
وأوضحت الصحف اليونانية أن عملية اعتراض السفينة التركية كان في خليج سودا بجزيرة كريت، ومن المرجح أن تكون قد تمت بالتعاون مع القوات الأمريكية المتمركزة في الجزيرة.
وأشارت صحيفة (كاثيمريني) اليونانية الى أن لديها المعلومات الكاملة عن شحنات الأسلحة التي وصلت إلى ميناء ليبيا وتعرف وقت التسليم والسفينة التي نقلت بها تلك الأسلحة.