آسياأخبار العالم

لي جاي ميونغ يطلق مرحلة جديدة في كوريا الجنوبية بدعوات للحوار مع الشمال وتعهدات بإنقاذ الاقتصاد المنهك

أدى لي جاي ميونغ اليمين الدستورية رئيساً جديداً لكوريا الجنوبية اليوم الأربعاء، معلنًا بدء مرحلة سياسية جديدة بعد شهور من الاضطراب الداخلي الذي أعقب محاولة سلفه فرض الأحكام العرفية. وتعهد الرئيس الجديد، البالغ من العمر 61 عامًا، بإعادة توحيد الصف الداخلي، وفتح قنوات التواصل مع كوريا الشمالية، وإنعاش الاقتصاد الوطني في مواجهة أزمات خارجية وداخلية متشابكة.

وفي خطاب التنصيب الذي غلبت عليه نبرة تصالحية، قال لي جاي ميونغ: “سنداوي جراح الانقسام والحرب ونرسي مستقبلاً يسوده السلام والازدهار”، مؤكداً أن “السلام، مهما كان الثمن، أفضل من الحرب”. وأشار إلى عزمه ردع الاستفزازات النووية والعسكرية من الشمال دون إغلاق باب الحوار معه.

وجاء فوز لي في انتخابات مبكرة جرت أمس، بعد ستة أشهر من الفوضى السياسية التي أشعلتها محاولة الرئيس السابق يون سوك يول فرض الأحكام العرفية. وأسفرت الانتخابات عن فوز ساحق للي جاي ميونغ بـ49.4% من الأصوات، متقدماً بفارق واضح على منافسه المحافظ كيم مون سو الذي نال 41.2%، ما دفعه إلى الإقرار السريع بالهزيمة.

وفور إعلان النتائج، تولّى لي مهامه دون فترة انتقالية، بسبب شغور المنصب، وتحدث مع قائد الجيش الكوري الجنوبي متسلماً رسمياً القيادة العملياتية للقوات المسلحة، وحث الجيش على البقاء في “أعلى درجات الجاهزية”.

ويواجه الرئيس الجديد تحديات اقتصادية وصفها مراقبون بأنها الأصعب منذ عقود، في ظل تباطؤ النمو واشتداد الحماية التجارية العالمية، لا سيما من الولايات المتحدة، التي تعتبر شريكاً رئيسياً لسول. وفي خطاب تنصيبه، حذر لي من أن تصاعد الحمائية وإعادة هيكلة سلاسل التوريد يشكلان تهديداً مباشراً لاقتصاد البلاد الذي يعتمد على التصدير.

كما وعد بالتحرك سريعاً لاحتواء أزمة تكاليف المعيشة التي تضرب الطبقات الوسطى والفقيرة، وتقديم دعم فعّال لأصحاب المشاريع الصغيرة، في وقت تواجه فيه البلاد ضغوطاً أميركية بشأن الميزان التجاري ومفاوضات الرسوم الجمركية.

وعلى الصعيد الخارجي، أكد لي نيته الحفاظ على التحالف الأمني مع الولايات المتحدة، رغم انتقاده غير المباشر لسياستها الحمائية، كما شدد على أهمية العلاقات مع الصين باعتبارها شريكاً تجارياً محورياً، لكنه تجنّب التورط في التصعيد المرتبط بمضيق تايوان. ووعد كذلك بتعزيز التعاون مع اليابان ضمن سياق دبلوماسي متوازن.

وفيما هنأ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الرئيس الجديد، اعتبرت واشنطن انتخابه “نزيهاً وحراً”، لكنها عبّرت عن قلقها من النفوذ الصيني المتنامي في المنطقة. بالمقابل، يراهن لي على مقاربة واقعية تؤسس لعلاقات مستقرة مع بيونغ يانغ وبكين، وتحافظ على ركائز التحالفات الدولية لسول دون الاصطفاف المطلق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق