ليبيا و خطر أخونة المرحلة الإنتقالية الرابعة
بقلم الكاتب الليبي – يوسف بن داوود “طرابلس – ليبيا”
اليوم وبعد عقد من الزمن على انطلاق الأزمة الليبية التي نتجت عن “حراك فبراير” الذي جاء ضمن مشروع الفوضى الخلاقة التي استهدفت مرحلته الأولى تونس ثم مصر وليبيا وسوريا واليمن ، يقف الليبيون على أعتاب مرحلة انتقالية رابعة ضمن دوامة المراحل الإنتقالية التي أدخلت البلاد في حرب أهلية مفتوحة قسمت المقسم وجزأت المجزأ وفتّتت النسيج الإجتماعي للمجتمع الليبي إلى اصطفافات تتأرجح ما بين مشاريع إقليمية ودولية عديدة .
في قاهرة المعز التي ابتدأ فيها في عشرينات القرن الماضي تنظيم “الإخوان المسلمين” والتي انتهى فيها أيضا هذا التنظيم قبل حوالي سبع سنوات مضت، يبدو أنه سيعود إليها في ضمن سياسة جديدة تسمى احتواء الأعداء و تحييدهم.
في قاهرة المعز، وفي جو تلفه السرية التامة يلتقي الفرقاء الليبيون بوساطة مصرية في محاولة لإيجاد إجماع على إعلان القاهرة ، ليشد بعدها الجميع الرحال نحو جنيف وفي حقائبهم قوائم اقتسام السلطة ، ولكن أي سلطة ؟
هي سلطة في بلاد اللادولة، بلد مزقه إرهاب التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم “الإخوان المسلمين” الذي كلما قاربت ساعة اقتلاع جذوره من المشهد الليبي كلما أوجدت الظروف بعض المغفّلين ليعطوه جرعةً للعودة إلى الحياة من جديد للإستمرار في تقتيل الشعب الليبي وتبديد مقدراته.
المفارقة والعجب العجاب يا أولي الألباب، أن هدهد سليمان لا يكذب قومه، ولكن أتى الهدهد هذه المرة بما لا تشتهي السفن ولا الأنفس ولا حتى الأرواح التي سكنت ظلام القبور .. أرواح شهداء مجزرة غرغور وأرواح شهداء جريمة فجر ليبيا، تلك الأرواح الطاهرة الزكية التي ذهب سكونها وتبددت طمأنينتها في برزخ الأرواح كلما ذكر المتحدثون اسم جزارهم، جزار غرغور، مهندس حرب فجر ليبيا، صبي الإخوان المطيع وانكشاري أردوغان الوفي.
يبدو أن الرياح التي تهب نحو ليبيا المكلومة الجريحة من ناحية قاهرة المعز، أتت هذه المرة بما لا تصدقه العقول ولا يقبل به حتى المجنون..أتت لتحمل في طياتها أن “رجل” ليبيا القوي والقادر على حل مشاكلها وتفكيك ميليشياتها بل ومعالجة مشكلة الإنحباس الحراري في الأرض وسد ثقب الأوزون، هو صبي “الإخوان المسلمين” جزار مجزرة غرغور لا غيره وكأنما سكان قاهرة المعز عقدوا العزم على كتابة عقد زواج متعة مع حرملك سلطان الدولة العثمانية الجديدة!
نسي هؤلاء أو ربما تناسوا أن الإخوان المسلمين” لا عهد ولا ميثاق لهم ، ولربما نسوا أيضاً أن من أوغل في سفك دماء الليبيين منذ إعطائه إحداثيات أبناء جيشهم للناتو ليقتلهم وحتى قيامه بسفك دمائهم بدون رحمة أو شفقة في شوارع حي غرغور ، بل وهجّرهم وأحرق بيوتهم، وأحرق طائراتهم المدنية في حرب فجر ليبيا، لا يمكن أن يكون رئيساً عليهم ، فهو صاحب الجملة الشهيرة”طرابلس لم ترَ حرباً بعد” وكأنه حينها يتفاخر بسفك مزيد الدمار وقتل البشر وهدم الحجر!
لربما نسي هؤلاء أن خطوطهم الحمراء التي رسموها أصبحت مجرد خطوط على خريطة بالية موضوعة على جدران مكاتبهم ، فـ”رجل تركيا أردوغان” جالب المرتزقة من كل حدب وصوب لتقتيل الليبيين ها هو يمكَّن له ليكون على سدة الحكم ، بــ”كرسي” تمت صناعته من جماجم أبناء الشعب الليبي.
ما هكذا تورد الإبل … وما هكذا تدار دواليب السياسة يا ساسة مشروع الفوضى الخلاقة .. فـارحموا شعبا أذلته الفوضى ومزقه إرهاب المتأسلمين ، وأضاعت أحلامه بالعيش الكريم مشاريع الصراع الإقليمية والدولية.
للحديث بقية …