ليبيا: معركة “توسيع النفوذ” تفاقم خلافات الدبيبة وقائد ميليشياوي
قسم الاخبار الدولية 14/11/2024
شهدت الساحة السياسية الليبية تصاعدًا في التوترات بين رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة وأحد القادة العسكريين المعروفين بارتباطهم بالميليشيات المسلحة، حيث تفجرت خلافات جديدة حول النفوذ والسيطرة على بعض المناطق الاستراتيجية في البلاد. هذه المعركة على “توسيع النفوذ” تأتي في وقت حساس، مع استمرار الصراع على السلطة بين مختلف الأطراف الليبية وتزايد التحديات الأمنية والسياسية.
خلفيات النزاع: تسابق على السلطة والموارد
يعود أصل هذه الخلافات إلى صراع طويل الأمد بين الدبيبة وعدد من القادة العسكريين الذين يديرون ميليشيات مسلحة في غرب ليبيا. ويستند هذا التنافس إلى رغبة كل طرف في تعزيز قوته على الأرض والحصول على حصص أكبر من الموارد الطبيعية والنفطية، التي تعتبر حيوية في تمويل العمليات العسكرية والسياسية.
كما أن الدبيبة، الذي يرأس حكومة الوحدة الوطنية منذ عام 2021، يسعى لتحقيق شرعية سياسية أكبر، في وقت يشهد فيه الوضع الأمني والسياسي في البلاد حالة من الجمود والتدهور. في المقابل، يسعى القائد الميليشياوي، الذي يتمتع بقاعدة شعبية وأسطول عسكري قوي، إلى توسيع دائرة نفوذه عبر فرض سيطرته على المناطق الغنية بالموارد، في خطوة تهدف إلى تعزيز موقعه في المفاوضات السياسية المقبلة.
تصعيد المواقف: تصريحات وتهديدات متبادلة
في الفترة الأخيرة، تبادل الطرفان الاتهامات، حيث اتهم الدبيبة القائد الميليشياوي بمحاولة تقويض سلطته وتنفيذ عمليات تهدف إلى تفكيك الحكومة المركزية. من جهته، رد القائد الميليشياوي بتهديدات علنية، مؤكدًا أنه لن يتراجع عن مشروعه لتوسيع نفوذه في غرب ليبيا. وتزامن هذا التصعيد مع تحركات عسكرية على الأرض، حيث قام الطرفان بتعزيز وجودهما في المناطق المحورية، مما يزيد من حدة التوتر في منطقة العاصمة طرابلس والمناطق المجاورة.
الأثر المحلي والدولي: تصاعد المخاوف من الحرب الأهلية
يخشى العديد من المراقبين المحليين والدوليين من أن تؤدي هذه الخلافات إلى انفجار واسع النطاق بين الأطراف المتناحرة في ليبيا، مما يعيد البلاد إلى دائرة من العنف والفوضى التي شهدتها بعد سقوط نظام القذافي في 2011. تتزايد المخاوف من أن تنزلق ليبيا نحو حرب أهلية جديدة إذا استمر هذا الصراع بين الأطراف المتنازعة دون أي تدخل أو حلول سياسية جادة.
وفي هذا السياق، دعت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى تهدئة الأوضاع، مع التأكيد على ضرورة العودة إلى طاولة الحوار السياسي لحل الخلافات بين الأطراف الليبية المختلفة.
المستقبل: هل من أفق لحل سياسي؟
بينما تزداد المعركة بين الدبيبة والقائد الميليشياوي تعقيدًا، يظل الأمل في وجود حل سياسي جامع ضئيلاً. مع استمرار انقسامات البلاد، ستظل ليبيا في قلب تحديات كبيرة على صعيدي الاستقرار السياسي والأمني، مما يستدعي تدخلًا دوليًا حاسمًا لضمان الحفاظ على وحدة البلاد وعدم تفشي النزاع.