ليبيا: مرور أربع سنوات على اتفاق وقف إطلاق النار وسط حالة من الجمود السياسي المتواصل
قسم الاخبار الدولية 18/10/2024
مرت أربع سنوات على توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا، الذي كان يُعد خطوة مهمة نحو إنهاء الصراع المسلح الذي عصف بالبلاد منذ عام 2011. رغم الأمل الكبير الذي عُلّق على هذا الاتفاق لتحقيق الاستقرار وإعادة بناء المؤسسات الليبية، لا تزال البلاد تواجه حالة من الجمود السياسي والتعقيد في المشهد الداخلي، مما يؤخر التقدم نحو تسوية شاملة للأزمة.
وضع اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم توقيعه في أكتوبر 2020 برعاية الأمم المتحدة، حدًا للاقتتال بين الأطراف المتنازعة، لا سيما بين حكومة الوفاق الوطني والقوات التابعة لخليفة حفتر. ورغم نجاح الاتفاق في الحد من العنف المباشر، إلا أن الجمود السياسي الناتج عن الانقسامات بين الأطراف الليبية ما زال يعوق تحقيق الاستقرار الدائم.
شهدت هذه الفترة محاولات متكررة من جانب المجتمع الدولي والأمم المتحدة لتشكيل حكومة وحدة وطنية وتنظيم انتخابات شاملة، إلا أن الخلافات حول آليات تنفيذ هذه العملية ظلت تعرقل التقدم. لم يتم بعد التوافق على الأسس القانونية والدستورية لإجراء الانتخابات، مما ساهم في إطالة أمد المرحلة الانتقالية.
ويعود الجمود السياسي الذي يعيشه المشهد الليبي إلى عدة عوامل، منها الصراع على النفوذ بين القوى المحلية والدولية، بالإضافة إلى التدخلات الخارجية التي تساهم في تأجيج الخلافات بين الأطراف المتنافسة. فضلاً عن ذلك، لا تزال المليشيات المسلحة تسيطر على مناطق واسعة من البلاد، مما يجعل من الصعب بسط سيطرة الحكومة المركزية على كامل الأراضي الليبية.
كما يزيد الوضع الاقتصادي المتردي في ليبيا من تعقيد المشهد، حيث يواجه المواطنون تحديات معيشية كبيرة، في ظل تراجع الخدمات الأساسية وارتفاع معدلات البطالة. هذا الوضع يفاقم من حالة عدم الرضا الشعبي ويزيد من الضغوط على القيادات السياسية للتوصل إلى حلول دائمة.
في الوقت نفسه، تستمر المبادرات الدولية في محاولة كسر حالة الجمود، حيث دعت الأمم المتحدة والقوى الكبرى إلى ضرورة الإسراع في إجراء الانتخابات وتوحيد المؤسسات السياسية والعسكرية. ومع ذلك، يبقى الوضع متجمداً إلى حد كبير، ما يجعل مستقبل ليبيا في هذه المرحلة محفوفاً بالتحديات.
إلى جانب الجمود السياسي، تعاني ليبيا من تحديات أمنية كبيرة، حيث لا يزال خطر الجماعات الإرهابية قائماً في بعض المناطق، إضافة إلى التوترات القبلية والإقليمية. هذه التحديات تعقد بشكل كبير جهود المصالحة وإعادة بناء الدولة الليبية.
على الرغم من مرور أربع سنوات على اتفاق وقف إطلاق النار، يبقى التقدم نحو حل سياسي شامل بعيد المنال في ظل التوترات والانقسامات القائمة، ما يجعل من الضروري تكثيف الجهود المحلية والدولية لكسر حالة الجمود وتحقيق الاستقرار المستدام في البلاد.