ليبيا :رغم تقدم الجيش… تطورات سياسية وأمنية مقلقة
حذّر تقرير للأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش من التطورات الأمنية و العسكرية و السياسية والاقتصادية الأخيرة الحاصلة في ليبيا، معربا عن خوفه من الانزلاق.
وقال أ غوتيرش أن العملية العسكرية التي أطلقها الجيش العربي الليبي في افريل 2019 أدت إلى تعطيل العملية السياسية التي كانت ترمي الى اتفاق سلام و مصالحة ليبية ليبية و كانت البعثة الأممية بصدد تجهيزها و الإعداد لها لإطلاق المؤتمر الوطني الجامع بمدينة غدامس الليبية من 14 إلى 16 من شهر افريل 2019، و كان المؤتمر برعاية الرباعي : الجامعة العربية و الأمم المتحدة و الاتحاد الإفريقي و الاتحاد الأوربي. كما تعذر على المجتمع الدولي التوصل لاتفاق على موقف موحد بشأن ليبيا بل و بعد انطلاق عملية الكرامة انقسم المجتمع الدولي و لم يجد أرضية موحدة من اجل الحل السلمي بليبيا و تطورت الحرب الى اعتراف قسم كبير من المجتمع الدولي حول شرعية الجيش العربي الليبي و الاعتراف بالقيادة العسكرية و على رأسها حفتر.
وتشهد الاشتباكات المسلحة بين الجيش الوطني الليبي والميلشيات الإرهابية المسلحة جنوب طرابلس تصعيدا خطيرا على مستوى استخدام الطائرات دون طيار واستخدام الأسلحة الثقيلة إلى جانب الهجمات البرية من قبل قوات الوفاق التي تدعمها ثنائي الشر تركيا وقطر.
ونقلت تقارير إعلامية ليبية أن نشاط المرتزقة في ميادين القتال، وبناء على تصريحات الجيش قد أسقط طائرة للوفاق يقودها طيار يحمل جنسية أجنبية وقد أعيد إلى موطنه في 25 جويلية 2019 و هذا ما يثير العديد من الأسئلة و الإيحاءات بان هناك شركات متعاقدة متعددة الجنسيات تحارب إلى جانب حكومة الوفاق الممثلة بالعصابات و المليشيات المسلحة و الجماعات الإرهابية.
وغير بعيد عن نفس السياق ،قال مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني، العميد خالد المحجوب، أن القيادة العامة رصدت معلومات وبيانات تعود لإرهابيين مُتعاونين مع داعش ينشطون داخل ليبيا وشاركوا في الهجوم الدامي الأخير على مدينة مرزق التي شهدت حربا دامية و كانت الخلايا النائمة الإرهابية قد عقدت اتفاقيات مع ميلشيات حكومة الوفاق و كانت فيها خسائر بشرية كبرى و خسائر على مستوى البنية التحتية.
ولفت المحجوب ، إلى أن قوات الجيش ما زالت تنتهج سياسة “الاستنزاف” في مواجهاتها مع المجموعات المُسلحة الموالية للوفاق،مشيرا الى ما وصفه بـ”دعم تركي خفي” تتلقاه المجموعات التابعة للوفاق من أموال وأسلحة بغرض إثارة الفوضى، مُؤكداً أنها وعلى الرغم من تلقيها هذا الدعم فإنها تكبّدت خسائر كبيرة في محاور القتال، خاصة حول مدينة غريان.
وشدد مدير إدارة التوجيه المعنوي على أن الغارات الجوية المُكثفة التي شنتها مُقاتلات سلاح الجو مؤخرا قد هزت من معنويات صفوف قوات الوفاق.
وغير بعيد عن نجاحات الجيش الليبي الأخيرة بتطهير مرزق من المليشيات التشادية وطردهم، كان رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، قد دعا ما أسماهم “المغرر بهم” في الجيش الوطني، إلى تسليم أنفسهم لحكومة الوفاق، مشيرا إلى أنهم سيعاملون معاملة كريمة، وذلك قبل فوات الأوان، بحسب وصفه.
وبارك رئيس المجلس الرئاسي في بيان لهُ ، صدّ المجموعات المسلحة التابعة له، عملية دخول الجيش الوطني إلى مدينة غريان، مشيرا أن قوات الوفاق أعطت درسا للجيش في فنون القتال على مشارف غريان.
وأكد فائز السراج ، أن المجموعات المسلحة التابعة لهُ، التي يسميها “الجيش الليبي” والقوة المساندة لهُ، ستُلحق الهزائم للجيش العربي الليبي في كل محاولة يقوم بها لأجل الدخول لمدينة غريان.
وكانت تقارير رسمية من الأمم المتحدة قد أكدت منذ بداية العمليات العسكرية في طرابلس ارتفاع الهجمات التي ينفذها تنظيم داعش جنوب البلاد، خاصة في الفقهاء وغدوة وسبها وزلة ومنطقة جبال الهاروج ،إضافة لارتفاع عدد المقاتلين في صفوف داعش ليصل إلى ألف داعشي.
كما أدى القتال في طرابلس إلى سقوط ما لا يقل عن 395 مدنيا.. إلى جانب الأضرار في البنية التحتية، فيما تفاقمت الأوضاع الإنسانية..
وأدت الاشتباكات لحالة تشرذم سياسي أدى بدوره إلى انشقاق صلب حكومة السراج غير الشرعية والتي يعتبرها الليبيون معينة من طرف خارجي ولا تمثلهم و كأننا بالقوى الخارجية تريد من الجيش العربي الليبي و حكومة السراج ان ينهوا أنفسهم بأيديهم و يستنزفون بعضهم، لأنهم لا يرون فيهما الحل إلى ليبيا.
و الذكي في الطرفين من سيقدم البديل المطمأن و يقطع الطريق عن المنظمات الدولية العسكرية للدخول و خاصة الناتو و منظمة الافريكوم و الشركات المتعددة الجنسيات للمقاتلين فهم المتربصين و ينتظرون ليأخذوا مكانهم على الأرضي الليبية و منها ينفذون ما يريدون، و كلما استمر التطاحن بينهم كلما تهيأت الأرضية للعدو الأجنبي و المتربص للنيل من الثروات و الشعب الليبي.