ليبيا: تواصل استهداف غرف العمليات التركية ومقتل اتراك
تضاربت الأرقام الرسمية التي قدمتها حكومة ‘الوفاق’ الليبية بخصوص عدد المصابين الذين استهدفهم الجيش الوطني الليبي، إذ قالت وزارة الداخلية إن القصف أدى إلى مقتل ثلاثة وإصابة شخصين من عائلة واحدة، في حين أعلن جهاز الإسعاف والطوارئ التابع لوزارة الصحة بالحكومة أن فرقه انتشلت ثلاثة جثامين ونقلت ثلاثة مصابين جراء القصف، الذي قال إنه استهدف منزلا لعائلة نازحة بمنطقة الفرناج، لكن مركز الطب الميداني والدعم الحكومي في طرابلس أعلن أن الضربة الجوية أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة أربعة آخرين.
وكان الجيش الليبي،قد أعلن مقتل مهندسين أتراك وتدمير غرفة تحكم الطيران التركي المسيّر في غارة جوية استهدفت موقعاً عسكرياً في العاصمة طرابلس، بينما اتهمته حكومة “الوفاق” التي يترأسها فائز السراج، بالمسؤولية عن مقتل 3 أطفال وإصابة عدد مماثل في القصف. وكان المجلس الرئاسي لحكومة السراج قد أصدر بياناً ندد فيه بالقصف، وانتقد غياب موقف المجتمع الدولي ‘الحازم والرادع’ للمشير حفتر.
ودعا البعثة الأممية إلى العمل على حماية المدنيين. وقال الجيش إن عملية استهداف الغرفة التركية أثارت هلعا ورعبا في صفوف الميليشيات الإرهابية المسلحة التي تدعمها أنقرة.
وفي نفس السياق، قال فتحي باش أغا، وزير الداخلية بحكومة السراج، إن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة الليبية، مشيراً إلى أن قوات عملية ‘بركان الغضب’ الموالية لحكومته ما زالت مرابطة في مواقعها للدفاع عن طرابلس ضد ما وصفه بـ’اعتداء’ حفتر.
بدوره، أعلن السفير الأميركي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، أن بلاده ضاعفت في الأشهر الأخيرة من جهودها لإنهاء القتال ودعم مبادرات الأمم المتحدة بقيادة رئيس بعثتها هناك غسان سلامة، للتوصل إلى حل سياسي تفاوضي للأزمة في ليبيا.
وبمناسبة مرور شهرين على توليه مهام منصبه، لفت ريتشارد إلى أنه سيشارك أيضا في الإجتماع القادم للتحضير لمؤتمر برلين، بالإضافة لاعتزامه السفر إلى روسيا وتركيا لتعميق الحوار مع تلك الدول حول الجهود المشتركة لتعزيز الحل السياسي للصراع.
وأضاف “تظل الولايات المتحدة ملتزمة بالإنخراط السياسي مع جميع أطراف النزاع التي تمثل الدوائر الإنتخابية في الشمال والغرب والشرق والجنوب، وتحثهم على إنهاء النشاط العسكري ومتابعة أهدافهم من خلال وسائل سياسية فقط” كما أكد التزام بلاده بالإنخراط القوي مع المؤسسات الإقتصادية الليبية الرئيسية لتعزيز الإصلاح المؤسسي الليبي الذي يهدف إلى توحيد المؤسسات وشفافيتها لصالح جميع الليبيين، مشيراً إلى أنها تركز بشكل خاص على الحفاظ على وحدة ونزاهة المؤسسة الوطنية للنفط والمصرف المركزي الليبي.
وكان القائد العام للجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، قد صرخ أمس الثلاثاء بأن الجيش الليبي، قادر على إنهاء الحرب في يومين فقط، لكن سلامة المواطنين بطرابلس لها أولوية.
وأشار حفتر في مقابلة مع وكالة”سبوتنيك” الروسية،إلى أن الهدف هو تخليص أهل طرابلس من بطش الميليشيات وليس مجرد الدخول إليها.
وقال “بإمكاننا أن ننهي هذه الحرب خلال يوم أو يومين عن طريق اجتياح كاسح بالأسلحة الثقيلة من جميع المحاور،لكن ذلك سيؤدي الى دمار المدينة وخسائر كبيرة في صفوف المدنيين من سكانها، إلا أننا نضع سلامة المواطنين ومرافق المدينة فوق كل اعتبار، لأن الهدف من هذه العمليات هو تحرير العاصمة وليس تدميرها”.
وكان الجيش الوطني الليبي قد أعلن، في الرابع من أبريل الماضي، إطلاق عملية للقضاء على الجماعات المسلحة المتطرفة التي وصفها بـ “الإرهابية” في العاصمة طرابلس، التي توجد فيها حكومة الوفاق ، برئاسة فائز السراج.