ليبيا:الانتخابات الرئاسية والبرلمانية تدخل نفقا مظلما
طرابلس-ليبيا-20-12-2021
تسود حالة من الإحباط والغضب لدى أغلب شرائح المجتمع الليبي بسبب استمرار رموز سياسية وميليشيات مسلحة في عرقلة المسار السياسي ونسف جهود محلية ودولية لإنجاز الإستحقاق الإنتخابي.
ويدرك الليبيون أن جماعة”الإسلام السياسي”،بعد أن دمرت مقومات الدولة الليبية، تجد نفسها في دائرة الرفض الشعبي حيث تشكل الإنتخابات توقيع شهادة خروجها من المشهد السياسي ومحاسبتها على كل الجرائم المرتكبة منذ 2011.
وأصبح تأجيل الإنتخابات أمرا مؤكدا في بلد تتجاذبه قوى إقليمية ودولية عبر أدواتها في الداخل، إلى درجة التهديد باستخدام قوة الميليشيات المهيمنة على الغرب الليبي، تماما مثلما حدث مؤخرا من إقدام بعض الفصائل المليشياوية على اقتحام مقر الحكومة في العاصمة الليبية رفضا لإجراء الإنتخابات.
وفي انتظار قرار رسمي بالتأجيل، قال عضو مجلس النواب الليبي محمد العباني، كان يفترض على المفوضية، طبقاً لقانون الانتخابات الرئاسية أن تقترح يوماً محدداً لإجراء العملية الانتخابية، ويوافق عليه مجلس النواب ويقره.
واعتبر العباني أن خطأ المفوضية يتركز في عدم التزامها ببنود قانون الانتخابات الرئاسية، حيث كان يستوجب عليها رفض أوراق المرشحين التي لم تتوافق مع القانون، وتعلن ذلك على الملأ، لكنها لم تفعل ما اضطر المرشحين الـ25 الذين رفضتهم للطعن أمام المحاكم، إلى العودة مرة ثانية إلى السباق الانتخابي، إلى أن وصلنا إلى المرحلة الراهنة بالتعثر في إعلان القائمة النهائية للمرشحين.
ولفت العباني إلى أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية دخلت نفقا مظلما، لكون إجراء الأخيرة يتطلب 30 يوماً من إجراء الأولى.
أما عضو مجلس النواب صالح فحيمة، فحمّل بدوره جانبا كبيرا من المسؤولية للمفوضية ، وذلك لعدم إعلانها مبكراً عن تأجيل الانتخابات بالرغم من تسلمها تقارير عديدة من جهات أمنية وسياسية حول حقيقة الواقع على الأرض.
وقال إن الشعب ليس قاصراً، ويدرك جيداً أن هناك تجاذبات واستقطابات، في ظل وجود مرشحين يتمتعون بشعبية واضحة، وآخرين يزعجهم ذلك ويسعون لإقصاء منافسيهم. وأشار إلى أن التأجيل قد يكون هدفه الرئيسي إتاحة الوقت لإقصاء من يحظون بقدر واضح من الشعبية، وليس عبر طرق قانونية، وهو الأمر الذي سيضاعف الشكوك بمصداقية المفوضية أيّا كان موعد الانتخابات مستقبلا.