ليبيا:أكبر مخزون من الأسلحة غير الخاضعة للرقابة في العالم
جنيف- سويسرا-14-02-2020
حذرت دائرة الأمم المتحدة المعنية بمكافحة الألغام (أنماس) من أثر استمرار الأعمال العدائية في ليبيا على تفاقم مشكلة الألغام والمتفجرات الأرضية، وتهديدها لحياة الناس.
جاء ذلك خلال اجتماع عُقد في جنيف بمشاركة خبراء إزالة الألغام الذين حذروا من مخاطر مخلفات الأجهزة العسكرية في ليبيا على المدارس والجامعات والمستشفيات.
ويأتي الإجتماع بعد أشهر من استمرار القتال لاسيّما في ضواحي العاصمة طرابلس بين حكومة السراج المرتهنة للميليشيات والجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر الذي فرض حصارا على المدينة في أواخر شهر أبريل الماضي..
من جانبه، أشار المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا، غسان سلامة، خلال المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة بين الطرفين المتحاربين، إلى وجود 20 مليون قطعة سلاح في ليبيا.
وقال بوب سدون، المسؤول في دائرة الأمم المتحدة المعنية بمكافحة الألغام (أنماس)، إن الإنفاق على الذخائر ازداد، كما ازداد التهديد الذي تشكله الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحروب.
وأضاف: “للأسف عادت مخلفات الحرب التي تمت إزالتها في السابق لتظهر مجددا في الكثير من المناطق بسبب القتال”.
وأوضح أنه يوجد في ليبيا أكبر مخزون في العالم من الأسلحة غير الخاضعة للرقابة، ويُقدّر العدد بين 150 ألف طن و 200 ألف طن في جميع أنحاء ليبيا،مضيفا: “لم أرَ مثل هذا الكم الهائل من الأسلحة في أي بلد آخر خلال 40 عاما من حياتي العملية”.
وشهد هذا العام مقتل وإصابة 647 مدنيا على الأقل، معظمهم في طرابلس، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
كما يُقدر عدد النازحين داخليا في ليبيا بنحو 343 ألفا خلال العام الماضي، وهو ارتفاع بنسبة 80% عن 2018. وقال المسؤول في دائرة مكافحة الألغام “إن الشعب الليبي هو الذي يواجه الأثر الكامل لانعدام الأمن الذي طال أمده والذي أعقب إسقاط نظام معمّر القذافي في 2011.”
يشار إلى أن الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحروب تقتل أو تجرح آلاف الأشخاص كل عام. وبالإضافة إلى عدد القتلى فهي تغلق الطرق، وتمنع الأطفال من الذهاب إلى المدرسة، والفلاحين من العمل في الأرض،لى جانب كونها تعوق التنمية الإقتصادية والإجتماعية،وتحرم الناس من مصادر كسب العيش، وتعرقل جهود إعادة الإعمار ما بعد الحرب.
وبحسب أنماس، لا يمكن التمييز بين الألغام الأرضية والقنابل العنقودية غير المتفجرة، فاحتمال قتلها طفلا مماثلٌ لاحتمال قتلها جنديا حيث تستمر في القتل بعد انتهاء الحروب لفترات طويلة.