لوموند: اردوغان أغرق بلاده في أتون أزمات طاحنة
أنقرة-اسطنبول-6-11-2021
تناولت صحيفة لوموند الفرنسية الوضع التركي الحالي بناءا على سياسات رئيسها رجب طيب أردوغان وتأثير ذلك على مستقبل البلاد والرجل أيضا، في مقال تحت عنوان: “إلى أين تتجه تركيا؟”.
واعتبرت الصحيفة إن “الانتماء الأيديولوجي لأردوغان تغلب تدريجيا على البراغماتية المبكرة والمبادرات الطوعية الأولية له”، وهو الرصيد الذي فتح أمامه طريق الفوز بجميع الاستحقاقات الانتخابية منذ 2002، وذلك رغم “انحرافه نحو الاستبداد” في الكثير من المحطات.
ولفتت غلى انه في بداية مشواره السياسي كانت برغماتية الرجل دافعا مهما لانتخابه سواء عمدة لإسطنبول، أو رئيسا للبلاد بعد ذلك، لكن عقدة سرعان ما راكمته أخطاء قاتلة.
وتردف الصحيفة ان “رغبة أردوغان في ترسيخ قوة بلاده في أوروبا، في طموحات أعلنها بصوت عال وعلني في الماضي، دفعت في الواقع الجيش، الذي كان في وضع يسمح له بعرقلة مسيرته نحو الحكم المطلق، تبدو كتكتيك إبعاد”.
وحاول أردوغان خلال 18 عاما من السلطة والغطرسة ترك انطباع وهمي من خلال إحداث تغييرات في البلاد، لكن الأمر بدا شبيها بسراب سرعان ما انقشع مع بزوغ الشمس، فالرجل الذي كان يروج لنفسه عل أنه مهندس “معجزة اقتصادية” هو نفسه من أغرق بلاده في أتون أزمات طاحنة لا تنتهي، بسبب حروبه الكلامية ونزعاته الأيديولوجية وتدخلاته الخارجية ومعاركه الدبلوماسية إقليميا ودوليا.
وتقول الصحيفة إنه على قدر ما حققه في مرحلة ما، إلا أنه هو نفسه الرجل “الذي يزج بجيشه ومرتزقته في جميع جبهات الحرب – بسوريا وليبيا وشمالي العراق والقوقاز – إلى درجة أنه جازف بإثارة غضب شركائه التقليديين: أوروبا والولايات المتحدة.
وتطرّقت الصحيفة إلى سعي اردوغان المستمر لاستعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية، حتى إن وهم السلطنة بلغ به حد استنساخ بعض الديكورات القديمة في قصوره وأزياء حراسه الشخصيين داخلها.
وتقول الصحيفة إن “منتقدي أردوغان يصفونه بأنه سلطان جديد متعطش للسلطة، إذ أنشأ نظاما رئاسيا مناسبا لأهدافه الخاصة”، إلى درجة احتكر معها في يده كل الصلاحيات، فهو من “يعين جميع الوزراء ويفرض السياسة النقدية، وهو أيضا من يخبر النساء بعدد الأطفال الذي يجب أن ينجبن”.