أخبار العالمإفريقيا

لواندا تستضيف مفاوضات مباشرة بين الكونغو الديمقراطية ومتمردي “23 مارس” وسط تصاعد التوتر الإقليمي

تنطلق الثلاثاء المقبل في العاصمة الأنغولية لواندا مفاوضات سلام مباشرة بين حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية وحركة متمردي “23 مارس”، التي سيطرت على مساحات شاسعة من شرق البلاد، وفق ما أعلنت الرئاسة الأنغولية يوم الأربعاء.

وتسعى أنغولا إلى التوسط لوقف إطلاق نار دائم، في ظل تصاعد التوتر بين الكونغو ورواندا المجاورة، التي تتهمها كينشاسا بدعم المتمردين المنتمين لعرقية التوتسي، وهو ما تنفيه كيغالي.

موقف الأطراف من المفاوضات

وعلى الرغم من رفض الحكومة الكونغولية المتكرر لإجراء مفاوضات مباشرة مع حركة “23 مارس”، فقد أكدت المتحدثة باسم الرئيس فيليكس تشيسيكيدي، تينا سلامة، أن الحكومة تلقت دعوة من أنغولا لكنها لم تعلن بعد موقفها النهائي من المشاركة.

في المقابل، اعتبر برتراند بيسيموا، زعيم الحركة المتمردة، أن إجبار تشيسيكيدي على الجلوس إلى طاولة التفاوض يمثل “الخيار المتحضر الوحيد” لإنهاء الأزمة التي تفاقمت منذ يناير الماضي، حيث تمكنت قواته من السيطرة على مدن رئيسية في شرق الكونغو.

خلفيات الصراع وتصاعد العنف

يمتد الصراع في شرق الكونغو إلى جذور تاريخية تعود إلى الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا عام 1994، وما تلاها من اضطرابات أثرت على الجوار الإقليمي، فضلاً عن صراع النفوذ على الموارد المعدنية الهائلة في المنطقة.

وتشير التقارير إلى أن القتال المستمر منذ يناير/كانون الثاني أسفر عن مقتل أكثر من 7 آلاف شخص، وفق بيانات حكومية، بينما تسببت المواجهات في نزوح ما لا يقل عن 600 ألف شخص منذ نوفمبر، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

قلق من اندلاع حرب إقليمية شاملة

وتشهد المنطقة وجوداً عسكرياً لقوات من دول مجاورة، مثل جنوب أفريقيا وبوروندي وأوغندا، مما يزيد المخاوف من توسع نطاق القتال إلى صراع إقليمي واسع، يعيد إلى الأذهان حروب الكونغو في التسعينيات وأوائل القرن الحادي والعشرين، التي أودت بحياة ملايين الأشخاص.

ويعزز هذا النزاع أهميته الاستراتيجية بالنظر إلى الثروات المعدنية التي تزخر بها المنطقة، حيث تحتوي شرق الكونغو على احتياطيات ضخمة من المعادن النادرة، مثل الكولتان والكوبالت والنحاس والليثيوم، التي تمثل ركيزة أساسية في سباق العالم نحو التكنولوجيا الحديثة والطاقة الخضراء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق