“لن ينجو أحد”… محمد بن سلمان يعلن الحرب على الفساد والمخدرات
السعودية-18-9-2023
أعلن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الحرب على الفساد الذي ينخر المملكة العربية السعودية وخاصة المخدرات وقال “لن ينجو أحد”…
وفي تصريحات سابقة، تحدث محمد بن سلمان عن معركة تخوضها المملكة لمكافحة الفساد بجميع صوره أيا كانت صفة المتورطين فيه.
وقال ابن سلمان: “سيتم محاسبة أي فاسد تتوفر ضده الأدلة الكافية، كائنا من كان… أميرا أو وزيرا أو مواطنا”.
وتعتبر الحرب على الفاسدين والمخدرات في المملكة العربية السعودية حربا قوية جدا وصعبة جدا، ولهذا كان شعار محمد بن سلمان “لن ينجو أحد”وتبناه مسؤولو مكافحة الفساد والمخدرات في السعودية، ليتحول إلى خطة عمل شاملة في الحرب التي تخوضها المملكة، بلا هوادة، ضد الفاسدين ومروجي المخدرات أيا كانت صفتهم.
وتعتمد استراتيجية ابن سلمان لمكافحة الفساد والمخدرات على جهود هيئة الرقابة ومكافحة الفساد، والمديرية العامة لمكافحة المخدرات.
وتهدف استراتيجية المملكة إلى تحقيق أعلى درجات الشفافية في جميع المؤسسات الحكومية بما يتوافق مع مسيرة التنمية التي تشهدها المملكة ضمن “رؤية 2030”.
وفي 2020، وصف محمد بن سلمان منتسبي هيئة مكافحة الفساد بـ “الفرسان”، مشيرا إلى أنهم يخوضون “معركة شرسة” لاستئصال الفساد من المملكة.
وفي شهر أفريلقال مازن الكهموس، رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد، إن المعركة التي يقودها ولي العهد محمد بن سلمان، عنوانها “الحزم والعزم”، مشيرًا إلى أن هدفها هو اجتثاث جذور الفساد وتأكيد مرحلة سيادة القانون التي تساوي بين الجميع وتعزز النزاهة والشفافية في العمل الحكومي.
ولفت الكهموس إلى أن الفساد يصيب مفاصل الدولة في قطاعات مختلفة تشمل التعليم والصحة والأجهزة الرقابية، مشيرًا إلى أنه من أكثر الجرائم فتكا بالأمن المجتمعي لأنها تؤدي إلى تأخر تقدم الدولة.
ولم تتوقف المملكة عن ملاحقة جميع أنواع الفساد في مؤسسات الدولة السعودية، وكان آخرها ما أعلنت عنه، يوم السبت 16 سبتمبر 2023، بشأن إيقاف 134 شخصا لاتهامهم في قضايا تشمل استغلال النفوذ والرشوة والتزوير وغسل الأموال، حسبما أعلنت الهيئة على حسابها الرسمي على “تويتر”، التي أشارت إلى أن قائمة المتهمين تشمل عدة وزارات بينها الدفاع والداخلية.
في 2021، تم الإعلان عن إيقاف عشرات المتهمين في قضايا فساد، وكان أبرزها إيقاف 65 متهما بينهم 48 من منتسبي وزارة الدفاع والداخلية وجهات حكومية أخرى.
واستمرت جهود المملكة في مكافحة الفساد في 2022، وكان من بينها إيقاف 60 شخصا في تهم فساد بينهم مسؤولين حكوميين.
في فبراير 2022، أعلنت هيئة مكافحة الفساد السعودية إيقاف 234 متهما في جرائم فساد خلال شهر واحد، وفي يونيو، أعلنت الهيئة صدور أحكام سجن بحق 5 قضاة وسفير سابق وعدد من المسؤولين على خلفية اتهامات بالفساد واستغلال النفوذ، وفي سبتمبر من ذات العام، أعلنت أنه تم إيقاف أكثر من 90 متهما في قضايا فساد.
وشهد 2023 مواصلة جهود المملكة في مكافحة الفساد، ففي ماي الماضي، أعلنت هيئة الرقابة ومكافحة الفساد “نزاهة” أنها حققت مع 211 متهما، تم إيقاف 84 منهم بتهم فساد ورشوة وتزوير، وشمل جهات مختلفة بينها وزارات الداخلية والدفاع والحرس الوطني.
وفي يونيو، أعلنت الهيئة أنها تحقق في 19 قضية جنائية تتعلق بالفساد، كما أعلنت أيضا توقيف 141 شخصا بتهم فساد، مشيرة إلى أنهم ينتمون لجهات حكومية مختلفة.
مكافحة المخدرات
وفيما يتعلق بمكافحة المخدرات، أكد وزير الداخلية السعودية عبد العزيز بن سعود، أنه تم توجيه ضربات قوية لمهربي ومروجي المخدرات واصفا ما تقوم به المملكة بأنه “حرب على المخدرات”، مشيرا إلى أن الحملة ضدهم لا تزال في بدايتها.
وقبل أيام، أعلنت وزارة الداخلية السعودية ضبط مجموعة من مروجي المخدرات في الرياض وبحوزتهم نحو 75 كيلوغراما من مادة الحشيش المخدرة.
وقالت الوزارة في بيان على صفحته الرسمية على “تويتر”، إن من بين المتهمين الذين تم القبض عليهم يوجد 3 أفراد يعملون في أحد القطاعات الأمنية السعودية، وهو ما يسلط الضوء على تكامل جهود مكافحة الفساد والمخدرات في ذات الوقت.
وعلق وزير الداخلية عبد العزيز بن سعود على ذلك بعبارة كتبها على “تويتر”، قال فيها: “بجهود رجال الأمن المخلصين.. لن ينجو أحد كائنا من كان”، في إشارة للمشاركين في عمليات تهريب وترويج المخدرات داخل المملكة”.
وتشمل استراتيجية المملكة لمكافحة المخدرات ملاحقة المروجين في الداخل وتشديد الرقابة وحملات التفتيش على جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية.
ورغم أنه لا توجد إحصائية شاملة حول إجمالي المخدرات التي يتم ضبطها داخل المملكة أو أثناء محاولة تهريبها إلى الداخل، إلا أن الكميات التي يتم الإعلان عنها من فترة إلى أخرى، هي كميات هائلة، حسبما ذكرت صحيفة “إندبندنت” عربية.
وفي شهر ماي الماضي، تم ضبط نحو 5.2 مليون قرص من مادة الإمفيتامين المخدر في ميناء جدة، بينما تم ضبط نحو 3.6 مليون قرص من المادة نفسها في أبريل الماضي، في الرياض.
ويعني ذلك أنه عدد الأقراص المخدرة من مادة الإمفيتامين التي تم ضبطها خلال شهرين فقط يصل إلى نحو 9 ملايين قرص مخدر.
أبرز إحصاءات الأشهر الأخيرة، وفقا للبيانات الرسمية، التي أعلنت عنها وزارة الداخلية والمديرية العامة لمكافحة المخدرات في المملكة:
- أفريل: إحباط تهريب 23 طنا من القات و264 كيلوغراما من الحشيش.
- ماي: إحباط تهريب 132 كيلوغراما من القات و95 كيلوغراما من الحشيش.
- جوان: إحباط تهريب 602 كيلوغراما من نبات القات.
- – 5جويلية 2023: إحباط تهريب 88.2 طن من القات و386 كيلوغراما من الحشيش.
- – 14 جويلية: إحباط تهريب 255 كيلوغراما من القات في جازان.
- – 28 جويلية: إحباط تهريب 390 كيلوغراما من القات.
- – 6أغسطس: إحباط تهريب 119 كيلوغراما من القات.
- – 23أغسطس: إحباط محاولات تهريب نحو 36 طنا من نبات القات المخدر، و1.4 طن من مادة الحشيش المخدر، و29 ألف قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي.
- – 30أغسطس: ضبط 3.4 مليون قرص الإمفيتامين المخدر في الرياض.
- – 03سبتمبر: ضبط 100 ألف قرص من مادة الإمفيتامين في الجوف
- – 06سبتمبر 2023، إحباط محاولات تهريب أكثر من 300 ألف قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي في نجران.
- – 04سبتمبر: ضبط 10 كيلوغرامات من مادة الحشيش بمنطقة حائل و51 كيلوغراما من نبات القات المخدر في منطقة تبوك، و8 كيلوغرامات من مادة “الشبو” المخدرة في منفذ البطحاء ومطار الملك خالد.
- – 10سبتمبر: إحباط ترويج 28 كيلوغراما من الحشيش المخدر في نجران.
- – 13سبتمبر 2023: إحباط محاولات تهريب 39 طنا من نبات القات المخدر، و837 كيلوغراما من مادة الحشيش المخدر، ونحو 337 ألف قرص من مادة الإمفيتامين المخدر و478 ألف قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي، بعدة مناطق شملت نجران وعسير.
- – 13 سبتمبر 2023:، تم الإعلان عن ضبط 8.6 كيلو غرام من مادة الميثامفيتامين المخدر (الشبو) و1.3 كيلو غرام من مادة الهيروين المخدر بمحافظة جدة.
- – 14سبتمبر 2023: ضبط 75 كيلوغراما من الحشيش المخدر في الرياض.
- – 16سبتمبر: ضبط 31 كيلوغراما من مادة الحشيش المخدر بمنطقة جازان.
الخلاصة
وبينما يمثل الفساد أحد أسباب تأخر الدول وعدم قدرتها على تنفيذ أهداف التنمية الشاملة، فإن المخدرات تمثل أحد أكبر العقبات أمام التنمية الاقتصادية لأنها تستهدف عصب أي أمة وهم الشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 عاما، ولهذا فإن خطة ولي العهد السعودي تركز كثيرا على مكافحة المخدرات والحرب من دون هوادة.
وتمثل السعودية واحدة من أكثر بلدان الشرق الأوسط، التي يستهدفها مهربو المخدرات وخاصة مخدر “الكبتاغون”، ولهذا السبب تواصل المملكة جهودها الحازمة في مواجهة هذا الخطر، لحماية اقتصادها الذي يعد الأكبر عربيا، والذي يحتل مكانة متقدمة عالميا.