آسياأخبار العالم

لنعمل سويا على الدفع بعملية بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية … عالم يسوده السلام والأمن والرخاء والتقدّم

يشهد الوقت الحاضر تغيرات عالمية وعصرية وتاريخية لم يسبق لها مثيل، وقد دخل العالم مرحلة جديدة من الاضطراب ومن التحولات التي تتميّز بظهور تعديلات عميقة في التوازنات العالمية بين القوى الدولية. أمام التساؤل المحوري الذي نطرحه اليوم “العالم إلى أين؟”، أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ، بشكل واضح، في المؤتمر المركزي للعمل المتعلّق بالشؤون الخارجية المنعقد مؤخرا، أنّ  الاتجاه العام لتطور وتقدم البشرية لن يتغير، والمنطق العام لتاريخ العالم المتمثل في المضي قدما وسط التعرجات والمنعطفات لن يتغير والزخم العام للمجتمع الدولي نحو مستقبل مشترك لن يتغير. يجب أن تكون لدينا ثقة تاريخية كاملة بذلك.

إن بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية هو حل صيني طرحه الرئيس شي جينبينغ للإجابة عن الأسئلة المتعلقة بماهية العالم الذي يجب بناؤه وكيفية بنائه، ويتفق بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية مع التطلعات المشتركة للشعوب في جميع البلدان، ويوضح اتجاه تقدم حضارات العالم. ويعد بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية الهدف النبيل الذي تسعى إلى تحقيقه دبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد.

يتطلب بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية التعددية القطبية المتسمة بالمساواة والانتظام مع الالتزام بالمساواة بين جميع الدول بغض النظر عن حجمها، ورفض الهيمنة وسياسة القوة، وتعزيز دمقرطة العلاقات الدولية بخطوات ملموسة. لا بد للجميع أن يلتزم بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ويتمسك بالقواعد الأساسية للعلاقات الدولية التي يعترف بها عالميا، وينفذ تعددية الأطراف الحقيقية.

يتطلب بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية العولمة الاقتصادية القائمة على المنفعة للجميع والشمول. وتكون العولمة الاقتصادية القائمة على المنفعة للجميع والشمول عولمة تلبي الاحتياجات السائدة لكافة الدول وخاصة الدول النامية، وتعالج ما يترتب عليه التوزيع العالمي للموارد من الاختلالات التنموية الدولية والمحلية بشكل جيد. ومن المهم أن نعارض بحزم التيار المضاد للعولمة وإساءة استخدام مفهوم الأمن، ونرفض النزعة الأحادية والحمائية بكافة الأشكال، ونعزز الحرية والتسهيل للتجارة والاستثمار بحزم، ونتغلب على المعضلات الهيكلية التي تعوق التنمية السليمة للاقتصاد العالمي، بما يدفع بتطور العولمة الاقتصادية على نحو أكثر انفتاحا وشمولا ومنفعة للجميع وتوازنا.

كما يجب أن تتكيّف جميع المبادئ الجيّدة مع الزمن المتغيّر حتى تظلّ ذات صلة. منذ دخول الصين إلى العصر الجديد، تحوّل بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية من مبادرة صينية إلى توافق دولي، ومن رؤية جميلة إلى إنجازات ملموسة، ومن مفهوم إلى نظام علمي، وأصبح راية مجيدة تقود تقدّم العالم نحو الأفضل.

إنّ الصين وتونس دولتان ناميتان وعضوان في أسرة الجنوب العالمي، وهما تتمسكان بنفس القيم ولديهما توافقات واسعة النطاق حول الحفاظ على السلام العالمي، ورفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وممارسة التعددية الحقيقية وتحقيق التنمية المشتركة. ويصادف هذا العام الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. على مدى السنوات الستين الماضية، احترم الجانبان بعضهما البعض وعاملا بعضهما البعض على قدم المساواة، وتم تعزيز الثقة السياسية المتبادلة بشكل مستمر. وأدى التعاون في مختلف المجالات إلى نتائج مثمرة. كما حافظ الجانبان على اتصالات وتنسيق وثيقين في الشؤون الدولية والإقليمية. وعملنا باستمرار على تعميق الصداقة من أجل الحماية المشتركة للمصالح المشتركة وتحقيق الإنصاف والعدالة الدوليين.

اليوم، تقف الصين عند نقطة انطلاق تاريخية جديدة، وهي متمسّكة دائما بمفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، وستعمل مع تونس على تنفيذ التوافق المهم الذي توصّل إليه رئيسا الدولتين في الرياض، وعلى الدفع بالتعاون العملي والملموس إلى الأمام باستمرار في إطار منتدى التعاون الصيني العربي ومنتدى التعاون الصيني الأفريقي، وعلى بناء مشترك لمبادرة الحزام والطريق بجودة عالية والدفع بالعلاقات الثنائية إلى آفاق ومستويات جديدة. لنجعل من تنفيذ مبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية توجّها استراتيجيا، ولنبدّد عقلية الحرب الباردة والهيمنة وسياسة القوة بأشعة شمس التنمية القائمة على السلم والتعاون المربح للجانبين، ونبني سويا التعددية القطبية المتسّمة بالمساواة والانتظام والعولمة الاقتصادية القائمة على المنفعة للجميع والشمول وعلى نظام دولي أكثر إنصافا وعقلانية يتقدّم بكلّ ثقة نحو آفاق مشرقة يسودها السلام والأمن والرخاء والتقدّم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق