أخبار العالمإفريقيابحوث ودراسات

لماذا تغيب الحكمة على حفتر أمام أطماع أولاده؟

أعيان فزّان الأوفياء يصبحون أعداء؟

تزداد هذه الأيام الصراعات بين أعيان الفزّان وأبناء حفتر الذين يستعملون سلطة أبيهم الغير محدودة من أجل الثراء الفاحش والهيمنة على كل الثروات الليبية لصالحهم وتحديدا الهيمنة الغير مشروعة لثروات مناطق الجنوب، ومن يخالفهم الرأي يصبح عدو فشعارهم “ان تكونوا تحت إمرتنا… او تكونوا أعداء” طبعا هذا الشعار لا يمكن أن يكون لمسؤولين في الدولة بل لا يتعدى أن يكون لعصابة تلتهم كل ثروات الدولة من أجل أغراض شخصية وهذا ما يصرح به أغلبية الليبيين الذين تعاملوا مع أبناء حفتر، فهم يستمعملونهم من أجل مصالحهم الخاصة ثم يتخلون عنهم بكل بساطة…

فلقد كان “لستراتجيا نيوز” لقاء مع أحد المسؤوليين الليبين وطلب عدم ذكر اسمه خوفا من بطش أبناء حفتر و”صناّعهم” وقال: أتساءل دائما لماذا تغيب الحكمة والرصانة عن “الأسد العجوز” أمام أطماع أبنائه… هل فعلا ليس لديه علم بماذا يفعلون وكأنهم عصابة تبطش بالناس وتقلل من قيمة أبيهم وتجعله رهينة لنزواتهم” .

ويواصل تصريحه: “الأسد العجوز” (وهنا يقصد المشير حفتر)، يعلم جيدا ويدرك أكثر من غيره أن أبنائه لا “يصلحون” للمناصب في الدولة ولا في الجيش بالرغم الترقيات والأوسمة الكاذبة، ولا للشعارات التي يحملونها بل أنهم يبطشون بالناس ويحاولون إستغلال منصب أبيهم قدر الإمكان ولا يعرفون أن أغلب الليبيين والمسؤولين في الدولة الليبية والضباط الكبار في المؤسسة العسكرية “لا يحبونهم” ويكرهون أفعالهم التي لا تليق،… من جنوبها إلى شرقها الى غربها يكرهون التعامل معهم ويرونهم غير جديرين بالمناصب وينتظرون إستفاقة حفتر قبل أن يكون هو السبب في إنقسام المؤسسة العسكرية…”

ويتابع المسؤال الليبي: “لو لم يستفق حفتر على وضع أولاده وما يفعلونه ويتدارك الوضع المتأزّم والمتشنج فسوف يخسر كل المحيطين به ولن يؤمنهم بعد وفاته… ويضيف قائلا: “الرمال متحركة جدا في ليبيا والكل يترصد وحرب الكل ضد الكل يمكن أن تنشي بين الحين والآخر وستكون عةاقبه وخيمة جدا… فالمترصدين كثر سواء من الداخل أو الخارج وهذا يدركه حفتر جيدا ولكن يتجاهله من أجل نزوات أبنائه فهذا غير معقول تماما”…

 حفتر يتخلى عن شركائه ليستبدلهم بأعيان نفس القبيلة

التشنج الكبير الذي يحدث في هذه الفترة بين أعيان الزادمة وهم شركاء الأمس وأبناء حفتر للأسف يغذّه حفتر بالفتنة وعدم التعقل فلقد غابت تماما الحكمة اليوم على المشير حفتر وبدأ يصب البنزين على النار من غير وعي منه، فلقد بدأ بإستقطاب أولاد نصر وهم من نفس قبيلة الزادمة ليضرب وحدة القبلية لصالح أطماع أبنائه والسؤال كيف تغيب عن حفتر الحكمة؟

فاللواء 128 من أصدق الشركاء وعمود من أعمدة المؤسسة العسكرية الليبية والضابط حسن الزادمة المعروف بإنضباطه ومهنيته قد قدّم استقالته يوم الخميس الماضي، من منصبه كآمر للواء 128 معزز وهذا يعتبره الملاحظون خسارة كبرى للمؤسسة العسكرية وربما يكون بداية لتفكك المؤسسة وضعفها

ما هي الأسباب لإستقالة آمر اللواء 128؟

  • أحد الأسباب هو الخلافات المستمرة مع خالد حفتر، التي بدأت مطلع العام الجاري، للسيطرة على مناجم الذهب في الجنوب والتي تطورت لمواجهات مسلحة والضابط حسن الزادمة يعتبر أن ثروات الفزان والذهب من حق الدولة الليبية وليس من حق أشخاص مهما كانت صفتهم.
  • بدأت المواجهات في شهر مارس الماضي، بين عناصر حماية منفذ السارة التابعة للواء 106 التابع لخالد حفتر، وعناصر السرية 77 مقاتلة التابعة للواء 128 بإمرة حسن معتوق الزادمة، للسيطرة على منجم الذهب في منطقة كلنجا.
  • السبب الثالث هو توجه صدام حفتر لتدعيم صفوف لواء طارق بن زياد، على حساب اللواء 128، رغم تبعية الاثنين له، ما تسبب في بداية احتقان لدى حسن الزادمة.
  • كذلك انفراد صدام حفتر بالأعمال التجارية غير المشروعة في الجنوب، والتي من ضمنها التهريب، تسبب أيضًا في زيادة الاحتقان لدى الزادمة.
  • من ضمن الأسباب أيضًا تهميش سالم الزادمة، شقيق حسن، وإسناد مشاريع التنمية في الجنوب إلى الأجهزة التابعة لبلقاسم وصدام حفتر، رغم كون الأول نائب رئيس الحكومة عن الجنوب.

تصدعات بين معسكر “الرجمة” وجناحه العسكري الجنوبي

  • هناك توترات وخلافات في صلب قوات حفتر، بسبب قرار إعادة هيكلة اللواء 128 معزز وإقصاء آمره حسن الزادمة.
  • هذه التطورات كشفت عن وجود صراعات داخلية وتنافس نفوذ بين مختلف قيادات معسكر “الرجمة”.
  • قرار حفتر بتقليص نفوذ “اللواء 128″، ولد من رحم الخلافات بين الزادمة وصدام نجل حفتر.
  • تم اعتقال آمر لواء “طارق بن زياد” عمر مراجع، من قبل قوة عسكرية تابعة لحفتر على خلفية تواصله مع سيف الإسلام القذافي.
  • الدور القادم في إعادة الهيكلة سيأتي على كتيبة “سبل السلام” التي تتمركز في أقصى الجنوب الشرقي الليبي للتخلص من بعض قادتها.
  • هذه العملية تستهدف ضخ بها دماء جديدة موالية لأبناء حفتر بالكامل.
  • هناك قوات أمنية بعيدة من الأنظار بدأت تتشكل في الوقت الحالي في المنطقة الجنوبية سيكون انتماؤها الكامل لمراجع والزادمة.
  • الهدف الرئيس من هذه الإجراءات بسط سيطرة حفتر وأبنائه على منطقة فزان، مقابل تقليص نفوذ القيادات المحلية مراجع والزادمة التي لا تتماشى مع التوجيهات أطماع أبناء حفتر الشخصية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق