لقاء خاص مع إسحاق منزاو: النيجر بلد غني يُعاني من سوء الحوكمة وعدم الإستقرار(فيديو)
تونس-تونس-28-10-2020
نظّم اليوم المركز الدولي للدراسات الأمنية والعسكرية بتونس ندوة مع النائب بالبرلمان النيجري اسحاق منزاو اليوم الاربعاء، 28اكتوبر2020، وتمحور اللقاء حول: النيجر بين تمدد الارهاب والأطمع الخارجية و الوضع العام والتدخلات الأجنبية”، وقد شارك في الندوة عن بعد ، اعضاء المركز ومجموعة من الباحثين المتربصين .
قال النائب في البرلمان النيجري، إسحاق منزاو، في لقاء مشترك مع صحيفتي “ستراتيجيا نيوز” و”إفريقيا باور”، اليوم الأربعاء 28 أكتوبر2020، إن الوضع السياسي في النيجر يتسم بأغلبية حاكمة ومعارضة، لافتا إلى أنه شخصيا ينتمي إلى كتلة المعارضة”زمزام لومانا”.
وأوضح منزاو، أن هناك 100حزب ينشط في النيجر، وكل مكون من هذه المكونات السياسية لديها برنامج ومشروع سياسي، إلا أن الإختيار في الإنتخابات الرئاسية تحديدا يقع على أساس برنامج كل مرشح.
ولفت النائب النيجري، إلى أن الوضع السياسي والإقتصادي والإجتماعي في النيجر يتسم بأزمة حادة إلى جانب الوضع الأمني خاصة في الشمال، مبرزا أن بلاده تجاوزت مؤخرا كارثة الفيضانات ليظل الوضع الإجتماعي متأزما وصعبا، في ظل مناخ سياسي صعب ومتداخل هو الأخر.
وأشار إسحاق منزاو، إلى واقع الحوكمة السيّئة التي أدت إلى هذا الوضع المتأزم على جميع المستويات برغم ما تزخر بع البلاد من ثروات كبرى وهامة .
ولفت النائب النيجري، إلى مشاكل وصعوبات عديدة تواجه قطاعي الصحة والتعليم، فضلا عن مشكلة نقص المياه.
وبخصوص ظاهرة الإرهاب ووجود الجماعات المتشددة في النيجر، أبرز إسحاق منزوا، أن بوكو حرام نشاطه نسبي في بلاده إلى جانب مجموعات أخرى صغيرة،إلا أنه أكد أن الوضع في النيجر ليس شبيها بما يجري في مالي، وذكر أن” القاعدة” تنشط على طول حدود ثلاث دول هي مالي والنيجر وبوركينا فاسو.
وفي ما يتعلق بالهجرة السرّية، قال النائب النيجري، إن بلاده تُعد أرض عبور لعدد من الأفارقة من جنسيات أخرى، وأشار إلى أن النيجر بحكم التداخل السكاني والقبلي لا تستطيع منع أي مواطن من الدخول إلى أراضيها،موضحا أن أغلب من يصلون يتجهون إلى الشمال على الحدود مع ليبيا،خاصة منطقة أغاديز حيث تنشط المساومات هناك لتمريرهم إلى ليبيا.
وتبدو النيجر، إحدى دول الساحل والصحراء وأكبرها مساحة، بلدا للتناقضات، فبينما يصارع شعبها مشاق الحياة نجدها تمتلك ثروات طبيعية ضخمة.
حينما تتجول في شوارع العاصمة نيامي ترى “البؤس” في وجوه مواطنيها الذين يمتلكون ثروات كبيرة من اليورانيوم، والذهب، والبترول، والأراضي الخصبة الصالحة للزراعة.
ومن المفارقات أن تكون النيجر من أفقر دول العالم، فيما تسهم عبر ثرواتها الضخمة في تمويل مشروعات فرنسا، فيورانيوم النيجر يمد فرنسا بـ 35 % من احتياجاتها لصناعة الطاقة النووية التي تمثل 75 % من الطاقة الكهربائية الفرنسية.
ووفق النائب النيجري، يتركّز نشاط تنظيم بوكو حرام المتطرف في نيجيريا إلا أنه محدود في النيجر ، لافتا إلى أن هناك خليطا من المقاتلين ضمن بوكو حرام من أفارقة وبعض الجنسيات العربية كانوا ضمن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي.ويرى إسحاق منزاو ، أن النيجر بلد غني بثرواته إلا أنه يعاني من سوء الحوكمة حيث لم يتم توظيف تلك الثروات المهمة في البلد لخدمة الشعب. .
وشدّد محدثنا على أهمية وجود مفاوضات ومشاورات وطنية من قبل منظمات المجتمع المدني والأحزاب وعلماء الدين لوضع تصورات عملية وواقعية لاستغلال الثروات وتوزيعها توزيعا عادلا بين مختلف المناطق .
وأشار منزاو، إلى أن تداعيات إسقاط نظام العقيد الراحل معمر القذافي على النيجر انعكست مباشرة على منطقة الساحل والصحراء والدليل ما يجري اليوم من توترات كبرى ومن انعدام الإستقرار وتفشي الإرهاب.
وفي ما يتعلّق بزيارة وزير الدفاع التركي والحديث عن اتفاقيات عسكرية بين الجانبين التركي والنيجري، ورغبة أنقرة في إقامة قاعدة عسكرية ببلاده، بيّن منزاو، أنه يمكن أن تكون هناك اتفاقات مع الحكومة لكن وحدها الجمعية الوطنية (البرلمان) هي المخولة بالموافقة من عدمها، قائلا ، “نحن كبرلمانيين لم نتلقّ أي وثيقة بهذا الخصوص”.