لبنان يفعّل قنوات التواصل مع «حزب الله» لتكريس الحياد وتفادي التصعيد

قسم الأخبار الدولية 23/06/2025
أبقت السلطات اللبنانية قنوات التواصل مفتوحة مع «حزب الله» في ظل تصاعد المواجهة الإيرانية الإسرائيلية، وسط تأكيدات رسمية متكررة على رفض توريط لبنان في النزاع. وأجمعت المواقف السياسية اللبنانية، رغم تباين الانتماءات، على ضرورة تحييد البلاد عن تداعيات الصراع الإقليمي المتسارع، خصوصاً بعد الضربات الأميركية والإسرائيلية التي استهدفت منشآت نووية في إيران.
وشدد رئيس الجمهورية، العماد جوزيف عون، على أن لبنان «دفع ثمناً باهظاً في حروب الآخرين»، مؤكداً عدم رغبة الدولة في الانجرار إلى أي مواجهة جديدة لا طائل منها. ولفتت مصادر رئاسية إلى أن هذا الموقف يعكس إجماعاً وطنياً صريحاً، حتى من جانب «حزب الله» الذي اكتفى حتى الآن بمواقف تضامنية مع إيران دون اتخاذ خطوات ميدانية.
ويُفهم من طبيعة الاتصالات المستمرة أن التنسيق بين الحزب ومؤسسات الدولة، لا سيما رئاستي الجمهورية والحكومة، يجري بشكل مباشر أو عبر الجيش اللبناني، ما يعكس سعياً مشتركاً لضبط النفس ومنع أي انفلات أمني على الحدود الجنوبية. وقالت مصادر من كتلة «التنمية والتحرير» إن رئيس البرلمان نبيه بري، الذي يتمتع بعلاقة استراتيجية مع قيادة الحزب، يلعب دوراً محورياً في تمرير الرسائل والضمانات حول خيار الحياد.
وأكدت مصادر وزارية أن المؤسسة العسكرية تنقل موقفاً حازماً إلى الحزب مفاده أن «القرار الرسمي يقضي بعدم إشراك لبنان في الحرب»، فيما يعكس التزام «حزب الله» الميداني بهذا القرار مؤشراً على رغبة في احتواء التصعيد، رغم استمرار الخطاب الداعم لإيران على الصعيد الإعلامي.
وفي ظل التصعيد الأميركي الإسرائيلي، حافظ «حزب الله» على لهجة تضامنية حذرة، مكتفياً ببيانات تؤكد «الوقوف المعنوي» إلى جانب طهران، دون التهديد المباشر أو التلويح بفتح جبهة الجنوب. واكتفى الشيخ نعيم قاسم بالتشديد على قدرة إيران في الرد، فيما أشار النائب علي فياض إلى أن الحزب لا يسعى إلى العدوان بل «يدافع عن نفسه ووجوده».
ويؤشر هذا السلوك السياسي إلى توازن دقيق تسعى القيادة اللبنانية إلى المحافظة عليه: دعم حلفاء إقليميين دون التورط في حرب، وتحقيق إجماع داخلي على الحياد باعتباره صمام أمان في لحظة إقليمية شديدة التعقيد.