لابيد يهاجم الائتلاف الحاكم ويعلن نهاية الكنيست وسط تصاعد أزمة التجنيد

قسم الأخبار الدولية 03/06/2025
اتهم زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، حكومة بنيامين نتنياهو بالقيادة العمياء نحو الانهيار، معلناً أن “الكنيست انتهى”، في ظل تصاعد الخلافات حول مشروع قانون الإعفاء من الخدمة العسكرية للمتدينين اليهود. وقال لابيد، خلال جلسة عامة للكنيست اليوم الأربعاء، إن “لا أحد يستطيع مواصلة دفع البلاد من كارثة إلى أخرى”، متّهماً الائتلاف الحاكم بالعجز عن مواجهة التحديات الكبرى التي تشهدها إسرائيل، وفي مقدمتها الحرب في غزة.
ورفض لابيد بشدة أي محاولات حكومية جديدة لتمرير تشريع يمنح إعفاءً دائماً للمتدينين من التجنيد، متسائلًا كيف يمكن للكنيست إقرار مثل هذا القانون “في وقت يُقتل فيه أطفال إسرائيل يومياً دفاعاً عن الوطن”، في إشارة إلى الخسائر البشرية في صفوف الجيش منذ اندلاع الحرب. وتأتي تصريحاته بعد أيام من نشر تقارير تفيد بأن الحكومة تحاول التوصل إلى تسوية جديدة مع الأحزاب الأرثوذكسية المتشددة بشأن مشروع قانون الإعفاء.
وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية قد قضت في صيف 2024 بإلزام الحكومة بتجنيد الرجال من المجتمع الأرثوذكسي المتشدد بعد انتهاء الصيغة القانونية التي كانت تتيح إعفاءهم منذ عقود، ما وضع نتنياهو تحت ضغوط هائلة من حلفائه اليمينيين المتدينين ومن المؤسسة العسكرية في الوقت ذاته، في ظل تحذيرات متكررة من نقص حاد في أعداد الجنود القادرين على خوض العمليات.
ويتمسك قادة التيار الديني المتشدد برفض الخدمة العسكرية بدعوى أنها تهدد أسلوب حياتهم القائم على الدراسة الدينية الصارمة، بالإضافة إلى موانع شرعية تتعلق بخدمة النساء والرجال معًا في الجيش. لكن هذا الموقف يلقى رفضاً متزايداً في أوساط الرأي العام، خاصة بعد أشهر من الحرب في غزة، والتي سلطت الضوء على التفاوت في تقاسم أعباء الدفاع عن الدولة.
وتضع هذه الأزمة حكومة نتنياهو أمام مفترق طرق، إذ يجد نفسه عالقًا بين ضرورة الحفاظ على تماسك ائتلافه البرلماني من جهة، ومواجهة قرارات القضاء والضغوط الأمنية من جهة أخرى، في وقت تتزايد فيه الانتقادات الداخلية والخارجية لأدائه السياسي والعسكري.