أخبار العالمإفريقيا

كينيا: أحتجاجات دموية في شوارع نيروبي والشرطة ترد بقوة اثر اقتحام البرلمان

خلال العام 2019، قُدّر الناتج المحلي الإجمالي لكينيا بقيمة بلغت 99,246 مليار دولار أمريكي أما حصة الفرد من الناتج المحلي الإجمالي فكانت 2,010 دولار أمريكي ما يجعل من كينيا في المرتبة 62 كأكبر اقتصاد في العالم.

 مع سن حكومة نيروبي التشريع المالي الجديد خرجت مظاهرات حاشدة في أكبر مدن كينيا تنادي ب”رحيل الرئيس ويليام روتو داعية الى اسقاط حكومته اثر اقتحام البرلمان”

تصاعد التوتر في نيروبي بعد إعلان الحكومة عن تشريع جديد يهدد بزيادة الضرائب على السلع الأساسية حيث قطع المتظاهرون الطرق في العاصمة الكينية وأشعلوا النيران في الإطارات كما  تم الإبلاغ عن وقوع احتجاجات في مدن كبرى مثل نيروبي ومومباسا وكيسومو احتجاجاً على القانون المثير للجدل.

التشريع المالي واجه معارضة شديدة من جانب الجمهور الكيني، الذي يعاني من الأعباء المتزايدة لتكاليف المعيشة، وخاصة في صفوف المحتجين الشباب.

ووفقًا للتقارير خرج آلاف الأشخاص إلى الشوارع للتعبير عن غضبهم من الزيادات الضريبية المقترحة، والتي تشمل ضرائب على السلع الأساسية مثل الخبز والوقود.

وقد قوبلت المظاهرات بقوة من قبل الشرطة، حيث تم استخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيش المياه لتفريق المحتجين كما وردت أنباء عن وقوع اعتقالات ووقوع إصابات كبيرة.

وأظهر مقطع فيديو حشود من المتظاهرين يقتحمون البرلمان الكيني في نيروبي، وسط حالة من الفوضى وتصاعد للدخان

بدأت هذه التعبئة في منتصف  جوان على شبكات التواصل الاجتماعي احتجاجا على مشروع للميزانية نص على فرض ضرائب جديدة، لكنها سرعان ما تحولت إلى حركة وطنية تحدت الحكومة وأعلن الرئيس نيته سحب النص في 26 جوان وإجراء تشاور مع الشباب، غداة أعمال عنف وتخريب ونهب اقتحم خلالها المتظاهرون البرلمان وأطلقت الشرطة الرصاص الحي على الحشود.

وذكرت وكالة حقوق الإنسان الرسمية أن 39 شخصاً لقوا حتفهم منذ التظاهرات الأولى كما  أفادت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أن حصيلة القتلى بلغت 31 قتيلاً”، كما قدرت مجموعة من المنظمات غير الحكومية المحلية، بما في ذلك الفرع الكيني لمنظمة العفو الدولية أن العدد بلغ 24 قتيلاً، بينما أفادت السلطات عن مقتل 19 شخصاً  ومنذ ذلك الحين، استمرّت الدعوات لمواصلة التعبئة، خصوصاً بين الشباب الذي هم أساس هذا التحرّك.

وأفاد مراسلو “وكالة فرانس برس” عن اعتقال عدد من الأشخاص، خصوصاً في مركز الأعمال في العاصمة نيروبي، حيث قامت مجموعات من الشباب برشق الحجارة على قوات الأمن التي ردّت بالغاز المسيل للدموع وخارج هذه المنطقة، قطع المتظاهرون بعض الطرق وحاولت الشرطة تفريقهم بالغاز المسيل للدموع.

وفي مومباسا، معقل المعارضة في الشرق، أظهرت لقطات لمحطات تلفزة محلية تجمّعات كبرى وسيارات محروقة، وتعرض متاجر للنهب.

وندّد وزير الداخلية كيثوري كينديكي بأعمال العنف، محذّرا من أنّ الحكومة ستتّخذ إجراءات صارمة بحقّ كلّ المتورطين في أعمال الفوضى والنهب بوضع حدّ بأي ثمن للرعب الذي يواجهه الشعب الكيني ولإفلات عصابات إجرامية خطيرة من العقاب على حد تعبيره

وفي مناطق أخرى، جرت تظاهرات سلمية عموماً، في كيسومو (غرب) وفي ناكورو (وسط) وأيضاً في كيسيلي (جنوب)

وقال المتظاهرون  في كيسومو “تعهّدنا بتنظيم تظاهرة سلمية وهذا ما قمنا به، ولكن يجب على روتو أن يرحل”، مكرّرينً بذلك شعار الاحتجاجات حيث لم يحدث شيء لتغيير كينيا، فليحزم حقائبه ويرحل”.

 فيما قال روتو في مقابلة الأحد “يداي غير ملطختين بالدماء” مؤكداً أنّ الشرطة “بذلت قصارى جهدها” للحفاظ على النظام”.

الحكومة الكينية صرحت إن هذه الضرائب ضرورية لاستعادة هامش المناورة للبلد المثقل بالديون إذ يمثل الدين العام حوالى 70% من اجمالي الناتج المحلي، وتمويل ميزانية 2025 التي تبلغ بنود الانفاق فيها 4 ترليون شلن (29 مليار دولار)، وهو رقم قياسي فيما يبلغ الدين العام حوالى 10 آلاف مليار شيلينغ (71 مليار يورو)، أي حوالى 70 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.

 هذا ويواصل المحتجون احتجاجاتهم قائلين أنها معارضة تأتي  لضمان تحقيق العدالة للكينيين الأبرياء الذين قتلتهم الشرطة خلال الاحتجاجات السلمية، معربين  عن رفضهم للاوضاع العامة بالبلاد قائبين ان الرئيس روتو “لم يعتذر” ويجب أن يحزم حقائبه ويرحل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق