أخبار العالمبحوث ودراسات

كيف تساهم الجيوش في بناء اقتصاداتها الوطنية؟

يلعب الجيش دورًا حيويًا يتجاوز الدفاع عن الوطن ليشمل الإسهام في بناء اقتصاد وطني قوي ومستدام.

كما يعدّ الجيش رافعة اقتصادية للنهوض بالاقتصاد الوطني من خلال عدة طرق يساهم بها:

دور الجيش في تحقيق الأمن والاستقرار:

الجيش هو القوة الرئيسية المسؤولة عن حماية الحدود الوطنية من التهديدات الخارجية. هذا يشمل التصدي للتوغلات العسكرية، تهريب الأسلحة، والهجرة غير الشرعية، مكافحة الإرهاب من خلال العمليات العسكرية والاستخباراتية.

إن توفير هذه الحماية يعزز شعور الأمان لدى المواطنين ويساهم في استقرار البلاد وجذب الاستثمارات، كما يساهم في بناء علاقات دبلوماسية قوية مع الدول الأخرى.

عندما يتحقق الأمن والاستقرار، تزيد فرص الاستثمار الخارجي.

ذلك لأن المستثمرون يبحثون عن بيئة مستقرة وآمنة لاستثمار أموالهم.

الحكومة المستقرة تكون قادرة على تقديم حوافز وتسهيلات للمستثمرين، مما يعزز جاذبية الدولة للاستثمارات الأجنبية.

الجيوش تساهم في بناء وتطوير البنية التحتية:

يتمتع الجيش بالقدرات اللوجستية والمهارات الهندسية لتنفيذ مشاريع بنية تحتية كبرى في جميع أنحاء البلاد.

حيث يوفر الدعم الفني والتقني للجهات المدنية في مشروعات البنية التحتية إضافة الى توفر آلاف فرص العمل للمهندسين، العمال، والفنيين.

  هذا يساهم في تقليل البطالة وتحسين مستويات الدخل.

هذه المشاريع تشمل بناء الطرق والجسور والمطارات والموانئ…

مثل مشروع توسيع وتعميق قناة السويس، الذي شمل حفر قناة موازية بطول 72 كم وقام بتنفيذها الجيش المصري.

زاد المشروع من القدرة الاستيعابية للقناة، مما ساهم في تحسين الأوضاع الاقتصادية.

كذلك في الهند، ينفذ الجيش مشاريع كبيرة لبناء الطرق والجسور في المناطق النائية والجبلية، مثل مشاريع تطوير الطرق في منطقة لاداخ.

البنية التحتية المتطورة تزيد من كفاءة الحركة التجارية والصناعية وتجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية.

بهذه الطرق، يلعب الجيش دورًا حيويًا في بناء وتطوير البنية التحتية، مما يسهم بشكل مباشر في تعزيز الاقتصاد الوطني.

تعد صناعات الدفاعية محركًا قويًا للنمو الاقتصادي المستدام، حيث تلعب دورًا حاسمًا في تحقيق التطور والنمو الاقتصادي فهي غالبًا ما تكون في طليعة البحث والتطوير التكنولوجي وإحدى أهم روافد تطور الجيوش بعدم تبعيتها للخارج في مجال التقنية والسلاح والمعدات.

ان وجود منشآت صناعية دفاعية في منطقة معينة يمكن أن يعزز الاقتصاد المحلي من خلال خلق فرص عمل، كما يساهم في توسيع وتنويع القاعدة الصناعية للبلد، مما يعزز القدرة على إنتاج مجموعة واسعة من السلع.

ارتفاع الصادرات الدفاعية يساعد في تحسين الميزان التجاري وتقليل العجز التجاري من خلال بيع المنتجات والخدمات العسكرية لدول أخرى وبالتالي خلق استقلالية من حيث تموين جيوشها.

ان تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الدفاع وعدم الاعتماد على الواردات من الأسلحة والمعدات العسكرية، يوفر موارد مالية يمكن توجيهها لتنمية القطاعات الأخرى.

 شركة أوروبية تعمل في مجال الصناعات الدفاعية والطيران، تسهم في الاقتصاد من خلال تطوير التكنولوجيا، خلق فرص العمل، وزيادة الصادرات.

وبالتالي، فإن تطوير الصناعات العسكرية وتنويع قاعدتها الصناعية يعد ضرورة استراتيجية لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة وتعزيز القدرات التنافسية للاقتصاد الوطني على المدى البعيد.

دور المشاريع التنموية التي ينفذها الجيش وتأثيرها على التنمية المحلية:

في البرازيل، يقوم الجيش ببناء المستشفيات الميدانية والمراكز الصحية في المناطق النائية خلال الأزمات الصحية مثل جائحة كوفيد-19. مما يقلل من الفقر الناتج عن الأمراض.

في نيجيريا، يقوم الجيش بمشروعات لحفر الآبار وبناء أنظمة الصرف الصحي في المناطق الريفية تحسين الوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي.

مما يقلل من الأمراض المرتبطة بالمياه الملوثة، ويساهم في تحسين جودة الحياة للسكان المحليين.

في أفغانستان، يشارك الجيش في بناء المدارس والمراكز التعليمية في المناطق التي تعاني من نقص الخدمات التعليمية.

هذا يساهم في تحسين الوصول إلى التعليم ويرفع من مستوه مما يفتح فرص عمل جديدة ويحسن النمو الاقتصادي على المدى الطويل.

في السودان، ينفذ الجيش مشاريع زراعية تهدف إلى تحسين إنتاجية الأراضي الزراعية وتوفير معدات زراعية للمزارعين.

  تعزيز الإنتاج الزراعي يسهم في تحقيق الأمن الغذائي، تحسين دخل المزارعين، وتقليل الفقر في المناطق الريفية.

بهذا الشكل، تلعب المشاريع التنموية التي ينفذها الجيش دورًا مهمًا في تحقيق التنمية المحلية وتعزيز النمو الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي في المناطق التي تنفذ فيها.

في خضم التطورات العالمية المتسارعة، يظل الجيش حجر الزاوية في بناء اقتصاد وطني قوي ومستدام، حيث يجمع بين القوة الأمنية والتكنولوجية لخلق بيئة مستقرة ومحفزة للنمو والازدهار.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق