كيف تخطط إسرائيل إلى بناء تحالفات مع الأكراد والدروز…ضمن “مخطط اعادة رسم المنطقة”؟
فاتن جباري قسم العلاقات الدولية والشؤون الإستراتيجية 15/11/2024
أتى اقتراح التحالف الصهيوني الكردي الدرزي صريحاً من وزير خارجية إسرائيل الجديد، ضمن كلمته في حفل تسلّمه المنصب من سلفه يسرائيل كاتس. جدعون ساعر أشار إلى أهمية تعاضد الأقليات في المنطقة، داعياً إلى تعزيز العلاقات مع المجتمعات الكردية والدرزية في الشرق الأوسط، حيث اعتبر الأكراد حلفاء طبيعيين لإسرائيل.
وقد استغل وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد جدعون ساعر لقاءه بموظفي وزارته لإعلان عزم بلاده “مد يد العون السياسي والأمني للأكراد في إيران وتركيا”، باعتبارهم “ضحايا القمع والعدوان”، وذلك في ظل رغبة تل أبيب إقامة “شرق أوسط جديد”.واعتبر ساعر أن “إسرائيل موجودة في منطقة وهي أقلية فيها، ولذلك فإن تحالفاتها الطبيعية هي الأقليات الأخرى مثل الدروز في سوريا ولبنان، والأكراد في كل من سوريا والعراق وإيران وتركيا”.وأشار إلى ضرورة بناء “تحالفات قوية مع التركيز على الأقليات الأخرى في المنطقة”.
وبحسب ساعر فإن “الشعب الكردي هو شعب كبير يفتقر إلى الاستقلال السياسي… وهو حليف طبيعي لنا”.
وأضاف أن الأكراد “أقلية قومية في أربع دول مختلفة، تتمتع في اثنتين منهما بحكم ذاتي، وفي سوريا بحكم الواقع، وفي العراق أيضاً بحكم القانون وفقاً للدستور العراقي”.لكن وزير الخارجية الإسرائيلي قال إن الأكراد “ضحيّة للقمع والعدوان من جانب إيران وتركيا، وعلينا أن نمد لهم يد العون ونعزز علاقاتنا معهم”، لافتاً إلى أن لذلك “أبعاداً سياسية وأمنية”.
تصريحات ساعر “لا جديد فيها، فإسرائيل تحاول منذ منتصف القرن الماضي التواصل مع الأقليات في المنطقة وبناء تحالفات معها، لكنها فشلت في ذلك سواء في لبنان أو العراق”. و الدافع وراء تصريحات ساعر هو “الفشل الإسرائيلي في عقد سلام مع الدول العربية”.
وهذا الانسداد السياسي دفع اسرائيل إلى النبش في الملفات القديمة”،و تلك المحاولة “ستبوء بالفشل أيضاً بسبب رفض الأكراد التعاون مع إسرائيل فتل أبيب وواشنطن”تعملان على إقامة شرق أوسط جديد بالاستفادة من هجوم السابع من أكتوبر 2023 كفرصة لتغيير المنطقة بصورة جذرية”.
تحالف إسرائيل مع الأقليات بخاصة الأكراد يأتي رغبة منها في “تحجيم دور إيران في المنطقة، وإرغامها على إنهاء حروب الوكالة التي تشنها عبر وكلائها في المنطقة”. هذا وتسهم اسرائيل في تصحيح خرائط سايكس بيكو بدعم أميركي عبر قطع أيدي إيران في المنطقة”. في اطار المخطط الإسرائيلي الذي “يتجاوز المنطقة العربية إلى تركيا وإيران لإعادة رسم المنطقة وفق أجندة أيديولوجية يمينية”.