كوريا الشمالية تكثّف تطوير الأسلحة الكيميائية وتستعد لتوظيفها في الخطوط الأمامية تمهيداً لحرب شاملة

قسم الأخبار الدولية 10/07/2025
كثّفت كوريا الشمالية، في خطوة تصعيدية، أنشطة إنتاج وتطوير الأسلحة الكيميائية بهدف استخدامها كجزء من استراتيجية حرب شاملة، وفقاً لتسريبات نُشرت في صحيفة “ديلي إن كيه” ونقلتها “التلغراف” البريطانية، ما يثير قلقاً متزايداً إزاء نوايا بيونغ يانغ العسكرية، خصوصاً في ظل التوتر المتصاعد مع كوريا الجنوبية.
وأكّد مسؤول رفيع في النظام الكوري الشمالي للصحيفة أن السلطات أجرت بالفعل تجارب على صواريخ باليستية مزوّدة برؤوس كيميائية، وتستعد لتوزيع هذه الأسلحة على بعض وحدات الخطوط الأمامية، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن تحضيرات حثيثة لحرب شاملة محتملة.
واعتبر المصدر أن “الأسلحة الكيميائية تُعد الخيار الأكثر واقعية والأسرع استخداماً في بداية أي نزاع”، حيث تراها بيونغ يانغ أداة استراتيجية لتحييد المراكز القيادية والمرافق الحيوية للعدو، قبل اللجوء إلى الأسلحة النووية.
وتتماشى هذه التصريحات مع ما كشفته وثيقة عسكرية داخلية حصلت عليها “ديلي إن كيه”، والتي تُصنّف الأسلحة الكيميائية كمرحلة تمهيدية في العقيدة القتالية للنظام، وهي مرشحة للاستخدام الفوري في حال نشوب صراع، لاسيما ضد كوريا الجنوبية.
وبينما يواصل الزعيم الكوري كيم جونغ أون التلويح بالردع النووي، تؤكد مصادر مطلعة أن نظامه يطوّر في الخفاء أسلحة كيميائية “بسرعة وفعالية”، متباهياً في العلن بترسانته النووية، التي يُقدّر حجمها بنحو 50 رأساً حربياً.
وبحسب بيانات وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية، تمتلك بيونغ يانغ مخزوناً يتراوح بين 2500 و5000 طن من المواد الكيميائية القتالية، أبرزها غازات السارين والخردل والفوسجين والسيانيد وغاز الأعصاب الفتاك VX، الذي يُعتقد أنه استُخدم في اغتيال كيم جونغ نام، الأخ غير الشقيق للزعيم الكوري، عام 2017.
كما أشارت التقارير إلى أن كوريا الشمالية تطوّر حالياً أنواعاً جديدة من المركّبات الكيميائية الحيوية ذات تأثير غير قاتل، تستهدف شلّ حركة الخصم في ساحة المعركة.
ويقع البرنامج الكيميائي الكوري الشمالي تحت إشراف “مكتب الدفاع النووي والكيميائي”، التابع للجيش، والذي يدير سبعة ألوية متخصصة في الهجمات الكيميائية وعمليات الحماية والتطهير، ما يعكس طابعاً مؤسسياً لبرنامج ظلّ حتى وقت قريب غامضاً وغائباً عن أولويات المراقبة الدولية.
هذا التصعيد الكوري يضع المنطقة أمام احتمالات مقلقة، في ظل استمرار التوتر مع الجنوب، وتصاعد المخاوف من اندلاع صراع قد تتداخل فيه أسلحة الدمار الشامل بأنواعها.