كوريا الشمالية تختبر صواريخ فرط صوتية ضمن توسع استراتيجي

قسم البحوث والدراسات الاستراتجية الأمنية والعسكرية 24-10-2025
في خطوة جديدة تعكس تصاعد التوترات الإقليمية، أعلنت كوريا الشمالية في يوم أمس 23 أكتوبر 2025 عن اختبار ناجح لنظام صاروخي جديد تفوق سرعته سرعة الصوت.
أطلق صاروخان من منطقة قرب بيونغ يانغ نحو أهداف محددة في شمال شرق البلاد، في تجربة تعدّ جزءًا من جهود بيونغ يانغ لتحديث ترسانتها الهجومية بعيدة المدى.
اختبار تقني يثير القلق الإقليمي
تشير تفاصيل التجربة إلى تطور نوعي في قدرات كوريا الشمالية، خاصة في ظل غياب الزعيم كيم جونغ أون عن الحدث، ما قد يدل على دخول البرنامج مرحلة نضج تقني.
- أُطلق صاروخان فرط صوتيان من قرب بيونغ يانغ.
- أصابا أهدافًا محددة بدقة في شمال شرق البلاد.
- وكالة الأنباء المركزية وصفت النظام بأنه “متطور”.
محللون: التجربة تعزز قدرة بيونغ يانغ على المناورة والضرب الدقيق.
“غياب كيم جونغ أون قد يُشير إلى أن البرنامج دخل مرحلة اختبار ناضجة.”
خصائص الصواريخ فرط الصوتية: تحدٍ لأنظمة الاعتراض
قبل تحليل الأبعاد السياسية، من المهم فهم الخصائص التقنية لهذه الصواريخ التي تربك الدفاعات الجوية التقليدية.
أبرز خصائص الصواريخ فرط الصوتية
- الخاصية: التأثير العسكري
- سرعة تفوق 5 ماخ تقليل زمن التحذير المبكر
- المناورة الجوية: إرباك أنظمة التتبع والاعتراض
- المركبة الانزلاقية HGV: تحسين دقة التوجيه وضرب أهداف نوعية
- الدفع بالوقود الصلب تسريع جاهزية الإطلاق وتقليل زمن الرد
“الصواريخ فرط الصوتية تُعيد تعريف معادلة الردع في شمال شرق آسيا.”
تطور تدريجي منذ 2021: من هواسونغ-8 إلى الإطلاق المزدوج
منذ كشف كوريا الشمالية عن صاروخ هواسونغ-8 عام 2021، تسارعت وتيرة تطويرها لأنظمة فرط صوتية، مع تحسينات مستمرة في الدفع والتوجيه.
- في سنة 2021: الكشف عن هواسونغ-8.
- بين سنة 2023-2022: اختبارات على هواسونغ-16بي وهواسونغ-18.
- في سنة 2025: إطلاق مزدوج يُشير إلى اختبار قدرات الاستهداف المنسق أو إطلاق وابل.
صور الأقمار الصناعية تظهر استمرار الاختبارات في مواقع رئيسية، مما يدل على جهود متواصلة لتطوير مركبات الإطلاق وإعادة الدخول.
الرسائل السياسية: رد على المناورات المشتركة
يتزامن الاختبار مع مناورات عسكرية مشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان ما يضفي على التجربة بُعدًا سياسيًا واضحًا.
بيونغ يانغ وصفت المناورات بأنها “أعمال عدائية” وتعهدت بتعزيز رادعها الاستراتيجي ردًا على ذلك. الصواريخ فرط الصوتية تعدّ رسالة تحدٍ في ظل الضغوط الدولية.
“التوقيت ليس تقنيًا فقط، بل سياسيًا بامتياز.”
التأثير الإقليمي: مراجعة الدفاعات وتحديث الرادارات
إذا تم تشغيل هذه المنظومات بنجاح، فقد تجبر الدول المجاورة على تسريع تحديث دفاعاتها الجوية:
- تعزيز رادارات الإنذار المبكر.
- تطوير شبكات الدفاع الجوي المتكاملة.
- تحسين قدرات اعتراض الصواريخ فرط الصوتية.
هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية ووزارة الدفاع اليابانية تجريان تحليلًا دقيقًا لبيانات الرحلة لتقييم المعايير الفنية.
سباق الردع يتسارع
اختبار كوريا الشمالية الأخير لا يعد مجرد تقدم تقني، بل يجسّد تحولًا استراتيجيًا في معادلة الردع الإقليمي. فبينما تواصل بيونغ يانغ تحسين تقنيات الدفع والتوجيه، تواجه الدول المجاورة تحديًا متزايدًا في الحفاظ على جاهزية دفاعاتها. هذا التطور يُعيد رسم ملامح التوازن العسكري في شمال شرق آسيا ويسرّع سباق التسلح في مجال الصواريخ الذكية والمركبات الانزلاقية.
“في زمن تتسارع فيه التكنولوجيا العسكرية، يصبح التفوق في السرعة والمناورة مفتاحًا للردع، لا مجرد ميزة تقنية.”



