كورونا تهدّد البشرية والرد لايكون إلا جماعيا
القاهرة- مصر-16-3-2020
تضافرت الجهود الدولية للحد من تفشي وباء كورونا الجديد الذي يواصل الإنتشار وحصد ألاف الأرواح في كامل أنحاء العالم. .
وتقول الإحصائيات انه تمّ تسجيل 170ألفا و108 إصابات بفيروس كورونا المستجد حول العالم حتى الآن، فيم بلغت الوفيات 6525 حالة، وشفي من الوباء 77 ألفا و784 مصابا.
وزاد ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا في أوروبا من المخاوف من انتشار الوباء في عدد من دول العالم.
وقد تناولت الصحف الأوروبية مخاوف السلطات في أوروبا، ووفق منظمة الصحة العالمية، قسّم هذا الوباء أوروبا وأضعف البورصة ، إضافة إلى تأثير الفيروس على أسواق المال العالمية التي انهارت بسبب ضعف آمال المستثمرين في احتواء الفيروس ومخاوفهم من تراجع الإقتصاد.
وفي هذا الإطار، قال الباحث السياسي، أحمد عطا في حديث مع صحيفة (إستراتيجيا نيوز) اليوم الإثنين 16مارس، إن هناك سبعة أنواع من هذا الفيروس -حسب ما أكدت مراكز البحث الدولية – وأخطر هذه الأنواع على الإطلاق هو الذي ضرب أوروبا،ولهذا هناك أسباب كثيرة جعلت من منطقة اليورو هدفا تصاعديا ومتناميا لفيروس كورونا، تأتي في مقدمتها إيطاليا وإسبانيا و بلجيكا وفرنسا – ولهذا تجد أوروبا نفسها في تحدٍّ كبير يتعلق باقتصادياتها لو استمر الفيروس في تصاعد بشكل مطرد.
وتابع عطا، “ستترتب على هذا الإنتشار أثار سلبية على أوروبا وستكون هي الأعنف والأقوى من الأزمة المالية العالمية في 2008.
أما فيما يتعلق بالدول العربية فقد كشف الفيروس عن حجم التخلف العلمي والبحثي الذي عليه الدول العربية،في ظل عدم وجود صناديق مالية لدعم آثار الكوارث بشكل عام التي تضرب المنطقة العربية ..والأمر الثاني يتمثل في أن الجانب البحثي والطبي في تراجع ولا يقوي على مواجهة هذه الموجة من الكوارث، نستثني من ذلك بلدان الخليج العربي لان لديها تقدما طبيا وفِي جميع مناحي الحياة يفوق مثيلاتها في الدول الأخرى بالمنطقة العربية.
وبخصوص دور الجامعة العربية وغيرها، لفت الباحث إلى أن وجود الجامعة العربية سمعي فقط ولا تلعب دوراً في الواقع العربي سياسياً واجتماعياً وصحيا.
أما من ناحية التنسيق العلمي لمواجهة جائحة كورونا فأشار محدثنا إلى وجود تواصل بين مراكز البحث في جميع دول العالم لحصار الفيروس،إدراكا أنه لا يقوى أي بلد بمفرده على حصاره ومواجهته.
وأكد على ضرورة مواجهة كورونا مواجهة علمية بإرادة جماعية ومساهمة جميع المؤسسات الدولية بهدف إيجاد تفاسير وحلول لهذا الوباء الذي ضرب مركزية العالم ،داعيا في نفس الوقت إلى الإسراع في إقامة تعاون عربي حقيقي على المستوي العلمي والطبي لمواجهة هذا الوباء وغيره،وأمام هذه المخاطر التي تهدد الجميع، تدعو الحكمة والضرورة الحياتية إلى نبذ الخلاف السياسي للحفاظ على المواطن العربي،متسائلا:ماذا سنفعل بانتصارات وهمية على الأخ والشقيق إذا عمّ المرض والبلاء وصارت البلدان العربية بشوارعها مثل مواقع كهنة أمون في طيبة القديمة”؟