كورونا تزعزع الترابط الأوروبي والشعبوية تستغل الكارثة
روما-إيطاليا-07-4-2020
ومع انتشار فيروس كورونا، وتفشيه بشكل كبير جدا في عدد من الدول الأوروبية كإيطاليا وإسبانيا من دون أي تحرك من دول الإتحاد الأخرى للإنقاذ، زادت وتيرة الحديث عن إمكانية خروج دول كما فعلت بريطانيا وتفكك الإتحاد الأوروبي، بيد أن المواطنين أبدوا تخوفهم من سيناريو كهذا.
وكان رئيس الوزراء الإيطالي جوسيبي كونتي، قد هدد خلال القمة الأخيرة التي نظمت عبر الفيديو بعدم التوقيع على الإعلان المشترك في حال لم يعتمد الإتحاد تدابير قوية “مرفقة بأدوات مالية مبتكرة وملائمة بالفعل لحرب يتوجب علينا خوضها سويا”.
وكانت ألمانيا ودول أخرى بشمال أوروبا قد رفضت مناشدة تسع دول، من بينها إيطاليا الأكثر تضررا، من أجل الإقتراض الجماعي من خلال “سندات كورونا” للمساعدة في تخفيف التداعيات الإقتصادية للوباء.
ودعا رئيس الوزراء الإيطالي جوسيبي كونتي الإتحاد الأوروبي “إلى عدم ارتكاب أخطاء فادحة” في عملية مكافحة فيروس كورونا المستجد”، وإلا “فإن التكتل الأوروبي بكامله قد يفقد سبب وجوده”.
ويعتبر الباحث في الفلسفة السياسية في جامعة باريس 10، رامي العلي، أن “الأحاديث التي تطرح فكرة تفكك الإتحاد الأوروبي تصدر من اليمين الشعبوي، أو المتطرف في أوروبا، وهو يرددها منذ الأزمة المالية في عام 2008 وحتى الآن”.
وأضاف في تصريحات لـ(سبوتنيك) الروسية، أن “تفكك الإتحاد الأوروبي احتمال ضعيف وبعيد للغاية لمسائل تتعلق بمصالح الدول، أكثر من تعلقها بتصور أيديولوجي لدى بعض الدول الأوروبية”.
وأضاف: “بعد أزمة انتشار فيروس كورونا على وجه التحديد ستكون الدول الأوروبية في أزمة اقتصادية كبيرة، خاصة إيطاليا وإسبانيا، وغيرهما من الدول التي ستكون بحاجة إلى تضامن أوروبي، وإيجاد استراتيجية لمواجهة الأزمة”.
وأكد أنه “برغم خيبة أمل إيطاليا وإسبانيا من عدم التضامن الأوروبي معها في أزمة كورونا، إلا أن من مصالح تلك الدول العمل مع بقية الدول الأوروبية للخروج من الأزمة الإقتصادية سريعا”.