قوة حاسمة… كيف أزاحت المسيرات، الدبابات من على عرش الحروب”؟
قسم البحوث والدراسات الإستراتجية الأمنية والعسكرية 22-04-2024
تقديم :
كانت ساحة الحرب بين روسيا وأوكرانيا بمثابة اكتشاف لقوة سلاح الطائرات المسيرة، الذي أثبت قدرته على إحداث تغيير كبير على الأرض.
لقد بات هذا السلاح يهدد عرش أسلحة رئيسية في ساحات المعارك، كانت تظن الجيوش أنه لا يمكن الإستغناء عنها تماما، وعلى رأسها سلاح الدبابات والمدافع.
وفي تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، قالت إن الحرب الروسية الأوكرانية قد تدفع أمريكا لتغيير استراتيجيتها الرامية على الاعتماد على الدبابات في الحروب البرية والسيطرة على الأرض في الصراعات المستقبلية.
تغيير الاستراتيجية في أنظمة المسيرات الروسية
– خسائر فادحة بالنسبة للعدو
خلال شهرين فقط تمكنت روسيا باستخدام الطائرات المسيرة من تدمير 31 دبابة أمريكية الصنع من طراز “إبرمز” وهي من بين أعتى القدرات التي تمتلكها أمريكا في صنف الدبابات في المعارك البرية
وبحسب موقع “Oryx “المتخصص في التحليل العسكري ورصد الخسائر، فإن أوكرانيا فقدت حوالي 800 دبابة رئيسية في أوكرانيا بعضهم تم تدميره أو الإستيلاء عليه أو التخلي عنه. وبحسب الموقع، فإن الغالبية العظمى من هذه الدبابات صناعة أوكرانية والبعض الآخر تم تسليمه من دول الناتو ويقدر بحوالي 140 دبابة.
دبابات ليوبارد الألمانية كان لها نصيب أيضا من الاستهداف حيث تم تدمير 30 دبابة على الأقل، ومعظمهم تم تفجيره بطائرات مسيرة.
– الطائرات المسيرة قوة حاسمة
بحسب خبراء فإن قوة الطائرات المسيرة في الحرب الروسية الأوكرانية ستعيد تشكيل طبيعة الحرب الحديثة وأكد الخبراء أنه رغم قوة الدبابات إلا أنها ليست منيعة وهي أكثر عرضة للخطر بسبب ثقلها وعدم قدرتها على المناورة والابتعاد عن الطائرات المسيرة المهاجمة.
ولسنوات عديدة كان أكثر ما يميز الدبابات هو قوة الدرع للحماية من التفجيرات لكن الآن أصبح هو العبئ الذي يمنعها من الفرار من هجوم بطائرات مسيرة.
والطائرات بدون طيار التي تستخدم الآن ضد الدبابات في أوكرانيا أكثر دقة من الطرق القديمة مثل الصواريخ الموجهة والألغام المتفجرة والصواريخ المحمولة على الكتف.
أيضا من العيوب الأخرى التي تمنع الجيوش في الحروب الحديثة في الاعتماد على الدبابات، وهو عدم القدرة على استعادتها بسهولة من أرض المعركة لإصلاحها أو إجراء صيانة لها اذ يجب توفير أدوات نقل كبيرة لجر الدبابات المعطلة وهذا بالتأكيد يعطي حملا على الجنود والأفراد، ويدفعهم لتدميرها كليا قبل تركها قرب العدو.
– نظام الدفاع الجوي ضد الطائرات
اعتمادًا على حجمها وتطورها التكنولوجي تكون تكلفة الطائرة الواحدة ما يصل إلى 500 دولار، وهو رقم بسيط مقابل تدمير دبابة أبرامز بقيمة 10 ملايين دولار.
كما أن الطائرات قد تكون فعالة في شنّ هجوم على أفراد أو آليات ثقيلة أكثر من الدبابات التي يعاني الجنود من طريقة تشغيلها وتذخيرها وصيانتها والتحرك بها في الأساس.
واستطاعت روسيا السيطرة على عدة مدن بهجمات من الطائرات المسيرة وكانت قادرة على توظيفها في إلحاق الضرر بشكل كبير بالقوات الأوكرانية.
من جهة أخرى أثبتت الطائرات بدون طيار قدرتها على الحماية من الدفاعات الجوية خاصة وأنها تعمل ضد أوكرانيا في مناطق تحميها أنظمة الدفاع الجوي قصيرة المدى مثل مدافع جيبارد ذاتية الدفع.
ذلك أن أكثر الوسائل فعالية لهزيمة الطائرات المسيرة هي الحرب الإلكترونية وهو أمر متوفر فقط لدى دول بعينها ولم يستطيع الغرب وأمريكا توفيره لأوكرانيا.
خلاصة
ما يخفيه الإعلام الدولي حتى اليوم هو عدم قدرتهم على الاعتراف بأن المقاومة الفلسطينية تمتلك المسيرات المتطورة جدا.
فهم يحاولون التضليل وإخفاء إمتلاك المقاومة الفلسطينية لترسانة متنوعة من الأسلحة المتطورة منها الطائرات المسيرة مقارنة بما يمتلك جيش الاحتلال الصهيوني.
كان من ضمن أكثر العمليات الدفاعية الناجحة دوليا بإستهدافها للدبابات الامريكية الصهيونية على غرار “الدبابة النمر” وهو ما أطاح بالسمعة العسكرية التي ادعتها اسرائيل في فيديوهات وثقت ذلك مباشرة من خلال الحملة الترويجية الإعلامية التي صنعها الأعلام العسكري للمقاومة “نقطة الصفر” . ويرى خبراء عسكريون أن دخول حماس نادي الطائرات المسيّرة يعد نقلة نوعية في إستراتيجية المقاومة العسكرية.وأبرز الطائرات المسيرة للمقاومة هي مسيرة الشهيد التونسي محمد الزواري الذي اغتالته أيادي الموساد الصهيونية ، والتي تمتلكها كتائب القسام الجناح العسكري لحماس، وقد وجهت الكتائب حينها 35 مسيرة تفجيرية استخدمتها في التمهيد لعبور مقاتلي القسام إلى مستوطنات غلاف غزة ووثقت استخدامها يوم 7 أكتوبر مستهدفة مواقع عسكرية