قوة العرب من قوة مصر
القاهرة-مصر-22-6-2020
ظلت مصر عبر التاريخ السند القوي ومحور النضال في الدفاع عن الحق العربي وصد الأطماع الخارجية.. حدث ذلك حين توحدت إرادة التحرير مع الشام في مواجهة الحملات الصليبية، ثم في مقاومة الغزو العثماني،وبعد ذلك في دعم حركات التحرر من الإستعمار الفرنسي والإنجليزي والإيطالي،ويحتفظ الأشقاء في الجزائر على سبيل المثال،بالمواقف البطولية للشعب المصري في دعم الثورة الجزائرية تسليحا وفي المحافل الدولية..
مصر جسدت ملحمة أكتوبر دفاعا عن الأمن القومي العربي وقدمت مع سوريا مرة أخرى ملاحم بطولية كسرت لأول مرة ما كان يروج له العدو الصهيوني العنصري من مزاعم الجيش الذي لا يُقهر”…
وفي موقف تاريخي شجاع،وتجسيدا لوحدة الأمن القومي العربي،خلافا لتغريد بعض الحكام خارج إرادة شعوبهم،أمر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس الأول السبت، الجيش بالإستعداد لتنفيذ أيّ عملية داخل أو خارج البلاد لحماية أمنها القومي وسط توتر بشأن تدخل تركيا في ليبيا المجاورة.
كما حذر السيسي، القوات الموالية لحكومة”الوفاق”(التي لم تنل ثقة البرلمان الليبي) من عبور خط الجبهة الحالي مع قوات الجيش الوطني الليبي.
وقال الرئيس السيسي، إن أى تدخل مباشر من الدولة المصرية في ليبيا باتت تتوفر فيه الشرعية الدولية سواء بحق الدفاع عن النفس أو بناءً على السلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة في ليبيا وهي مجلس النواب الليبي.
وأضاف الرئيس السيسي خلال تفقده الوحدات المقاتلة للقوات الجوية بالمنطقة الغربية العسكرية “ستكون أهدافنا حماية الحدود الغربية، وسرعة دعم استعادة الأمن والإستقرار على الساحة الليبية، باعتباره جزءً من الأمن القومي المصري.
وشدد السيسي على جاهزية القوات للقتال والتي صارت أمرا ضروريا، مشيرا إلى أن تدخلات غير شرعية في المنطقة تسهم في انتشار الميليشيات الإرهابية”.”
.
ولاقت تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي، ترحبيا وتأييدا من قبل غالبية القوى السياسية الليبية، بستثناء ميليشيات “الوفاق” والمنبطحين أمام الإحتلال التركي في طرابلس.
وقال الدكتور عارف النايض، رئيس تكتل “إحياء ليبيا” إن الرد العربي المصري جاء حازما مدويا على استعراضات (العساكر العثمانية) الجديدة، وعلى مرتزقتهم الإرهابيين (الإنكشاريين) الجدد، وعلى متعهدي جمع (الميري) نيابة عنهم، وعلى سماسرتهم الذين هرعوا إلى طرابلس يبصمون على عقودهم الوهمية ليسلبوا ثروات ليبيا المستقبلية، كما سلبوا ثرواتها الماضية والحالية”.
وتابع رئيس التكتل:”اليوم، جاءت الرسائل قلبية وصادقة وواضحة، وقال فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمته، وقالت القبائل الليبية الشريفة كلمتها مرحبة بكلمته الوافية والشافية والكافية، وستتوالى البيانات والمواقف المرحبة من كل أنحاء ليبيا بإذن الله”.
وأضاف النايض :”اليوم، في (سيدي البراني) تساقطت أوهام كل من ظن الحلم ضعفا، والصبر ترددا، والسعي إلى السلم تخاذلا. عاشت ليبيا، عاشت مصر، وعاشت الأمة العربية متضامنة متساندة متحدة أمام أطماع (العثمانيين الجدد) وغيرهم من المستعمرين”.
واختتم تصريحاته قائلا :”آن الأوان أن يمثل ليبيا في جامعة الدول العربية وفي كل الدول، ممثلون عن البرلمان الليبي، صاحب الشرعية الإنتخابية الوحيدة في ليبيا، وعن الحكومة المنبثقة عنه والحائزة على ثقته”.
من جانبه أعلن مجلس مشايخ ترهونة تأيده المطلق لما جاء في خطاب الرئيس السيسي حول ليبيا، قائلا في بيان له :” نعلن تأييدنا المطلق لما جاء في خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حول ليبيا”.
وأضاف مجلس مشايخ ترهونة:”انكشف ستار الدولة المدنية الكاذب في ليبيا من الوهلة الأولى فلا حكم إلا للميليشيات ولا قانون يعلو قانونهم”.
وأوضح مجلس مشايخ ترهونة أن “مجلس مشايخ وأعيان ترهونة وهو يحيّي مصر الكنانة قيادة وشعبا، فإنه يؤكد على ضرورة البدء الفوري في تطبيق ما جاء فى خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى ، معلنا أن موقف مصر مشروع وفق معاهدة الدفاع العربي المشترك، ووفق ما شهده التاريخ الليبي المصري من الوقوف صفا واحدا ضد العدو الأجنبي عبر التاريخ، سواء فيجهاد الليبيين ضد الطليان، أو ما قدمته ليبيا من دعم قوي لشقيقتها مصر في حرب أكتوبر”.
من جانبه، قال عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي، علي التكبالي، إن الدولة المصرية لها الشرعية الكاملة دولياً ومحلياً للتدخل في ليبيا، وهي لديها القدرة على ذلك.
وأضاف التكبالي،في تصريحات صحيفة، أن الرئيس السيسي وضع النقاط على الحروف، وأنهى التكهن بتدخل مصر من عدمه بعبارات محددة قوية منه، وأن أمن مصر من أمن ليبيا وأنه لن يسمح بخرق هذا الخط الرفيع.
من جانبه رأى المحلل السياسي الليبي علي أوحيدة، أن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي وضع النقاط على الحروف، مؤكدا أنه اختبار حقيقي للعروبة في مواجهة اطماع أردوغان.
وأضاف في تصريحات صحفية :” تركيا تدخل ليبيا تحت راية المليشيات والناتو، ومصر تقول إنها ترفع راية القبائل.. ارفع راسك يا أخي”، في مواجهة الإستعمار التركي.
وفي إشارة إلى تنظيم الإخوان الدولي .. قال أوحيدة:” طالما وقفت المملكة العربية السعودية مع مصر فان ليبيا لن تضيع، سيجنّ جنونهم من مراكش للبحرين.