قوات سودانية متمرّدة تحشد قواتها على الحدود الليبية
تحدثت الأنباء،اليوم الثلاثاء 27 اغسطس2019، عن قيام القوات المتمردة السوادنية، المعروفة باسم”الجبهة الثورية” بحشد قواتها على الحدود بين ليبيا وتشاد، ضمن تحرك في نقاط محددة.
ولم تتضح بعدُ دواعي هذا التطور العسكري وإذا ما كان لهُ علاقة بالأوضاع الميدانية التي تشهدها مدينة مرزق والحرب الدائرة في مدينة غريان وعلى تخوم العاصمة طرابلس، أو إن كان لهُ صلة بالإتفاق الأخير بين قادة الجيش وقوى التغيير في السوادن.
وكانت الجبهة قد اعتبرت أن الإتفاق “خطوة منقوصة”؛ لأنه “لم يستجب لمتطلبات عملية السلام” في البلاد،ورفضت صيغة وثيقة الإعلان الدستوري الموقعة في الخرطوم، وبررت في بيان لها، هذا الرفض بعدم إدراج رؤية السلام الموقعة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في وثيقتي الإتفاق السياسي والإعلان الدستوري.
وتضم الجبهة ثلاث حركات مسلحة، هي: ” حركة تحرير السودان” برئاسة أركو مناوي والتي تقاتل في إقليم دارفور، و”الحركة الشعبية – قطاع الشمال” بقيادة مالك عقار، وتقاتل الحكومة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق،و”العدل والمساواة” التي يتزعمها جبريل إبراهيم، وتقاتل في إقليم دافور- غرب.
الجنوب الليبي أصبح منذ عام 2011 مسرحا شاسعا للتهريب البضائع والسلاح وسوقا للإتجار باليشر والمخدرات، ومرتعا للتنقيب عن الثروات المعدنية وخاصة الذهب، وأضحت مساحات الجنوب الليبي شبه محتلة من قبل عديد الفصائل الإفريقية ومرتعا للجماعات الإجرامية والتنظيمات الإرهابية بما فيها”القاعدة” و”داعش” وهي خليط من قوى تشادية ونيجرية ومالية وسودانية.
ويشير الباحث الليبي وأستاذ العلاقات الدولية والسياسات المقارنة إبراهيم هيبة،إلى أن هذا الخليط يضم حركة العدل والمساواة السودانية التي تعدّ أشهر حركة تمرد في السودان،انتقلت لليبيا منذ 2011، وشاركت في العديد من النزاعات الليبية كمرتزقة، ولها مواقع غير ثابتة في الجنوب الغربي لليبيا، شاركت في الهجوم على سبها في عام 2014.
كما تتواجد حركات المعارضة المالية والنيجرية التي تنتمي إلى قبائل الطوارق، وقدمت من مالي وجنوب الجزائر وشمال النيجر وبركينا فاسو وموريتانيا وشمال السنغال، لتستقر أغلبها في منطقة “وادي الحياة” ومدينة غات.
وتتمركز في جنوب سبها قوات المجلس العسكري لإنقاذ الجمهورية،وهي من أبرز حركات المعارضة التشادية،إلى جانب جبهة الوفاق من أجل التغيير في تشاد، التي تتمركز في عدة مواقع بالقرب من سبها وفي عمق الجنوب، ويقودها مهدي علي محمد، والجنرال محمد نوري الذي كاد أن يستولي على انجامينا في 1998،وكانت الحكومة الفرنسية قد فرضت عقوبات على الشخصين في منتصف 2017 وهما على صلة وثيقة بقطر ومتحالفان مع القوة الثالثة -مصراتة، وقد شاركت حركتهما في حرب يناير 2014 لاحتلال مدينة سبها. كما يسيطر تجمّع القوى من أجل التغيير في تشاد على مواقع في جنوب سبها،بقيادة الجنرال تيمان أردمي، وسبق أن شغل قبل تمرّده منصب مدير مكتب الرئيس التشادي إدريس دبي.
وتنشط أيضا بالجنوب الليبي الحركة من أجل الديمقراطية والعدالة في تشاد،وكذلك القوات الثورية المسلحة من أجل الصحراء،هي حركة تمرد مكونة بالكامل من التبو وموجهة ضد حكومة النيجر .
وفي خضم هذا المشهد الفوضوي في الجنوب الليبي، تكررت عمليات التنسيق بين ميليشيات ليبية مسلحة وهذه التنظيمات والجماعات الإفريقية للهجوم على الحقول والموانئ النفطية،كما تم تجنيد آلاف المرتزقة للهجوم على المدن الليبية ومحاربة الجيش الوطني الليبي الذي يقود حربا شرسة على كل الجبهات لتطهير البلاد من هذا العبث بمقدرات ليبيا وسيادتها.