أخبار العالمإفريقيا

قوات الدعم السريع تكثف هجماتها على الفاشر وتسفر عن سقوط 57 قتيلاً في تصعيد دامٍ بإقليم دارفور

صعّدت «قوات الدعم السريع» هجماتها العسكرية على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، مما أسفر عن مقتل 57 مدنياً على الأقل خلال اشتباكات عنيفة وقصف استهدف أحياء سكنية، في تصعيد خطير يُنذر بكارثة إنسانية جديدة في الإقليم الذي أنهكته الحرب منذ عام كامل.

وأفاد مصدر طبي وشهود عيان من السكان المحليين أن المدينة شهدت، الأربعاء، موجة من العنف الكثيف، حيث نفذت «الدعم السريع» قصفاً استهدف أحياء آهلة بالسكان، بالتزامن مع مواجهات مسلحة مع وحدات من الجيش السوداني، الذي يسعى لصد الهجوم والحفاظ على سيطرته على المدينة، وهي آخر عاصمة ولاية بدارفور لا تزال تحت نفوذ القوات الحكومية.

وتأتي هذه التطورات بعد سقوط مخيم «زمزم» للنازحين في يد قوات الدعم السريع، ما أدى إلى موجة نزوح جديدة شملت الآلاف باتجاه مناطق أكثر أمناً، أبرزها بلدة طويلة القريبة، حيث أنشئت مخيمات مؤقتة تستضيف الهاربين من المعارك.

وتحاول قوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، تحقيق اختراق استراتيجي في دارفور لتعويض خسائرها الكبيرة في الخرطوم ومناطق بوسط السودان. ويكتسي الهجوم على الفاشر أهمية رمزية وعسكرية، إذ تعد المدينة آخر معقل إداري للسلطة الرسمية في الإقليم، وممرًا حيويًا للإمداد والاتصالات.

ويعيش سكان دارفور منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023 ظروفًا كارثية، إذ قُتل الآلاف، وفر مئات الآلاف من منازلهم، وسط انهيار تام للبنية التحتية الصحية والإنسانية.

وتحذر منظمات دولية من أن تكرار سيناريو الجنينة، التي شهدت إبادة جماعية في العام الماضي، بات وشيكاً في الفاشر ما لم يتدخل المجتمع الدولي سريعًا لوقف التصعيد وتوفير ممرات آمنة للمدنيين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق