قوات الدعم السريع تقتل 9 مدنيين وتقصف البنية التحتية للطاقة وسط تصاعد التوترات في الأبيض والفاشر

قسم الأخبار الدولية 09/04/2025
قصفت قوات الدعم السريع مدينتي الأبيض والفاشر بقذائف المدفعية الثقيلة، ما أدى إلى مقتل تسعة مدنيين وتدمير منشآت حيوية للطاقة، في تصعيد جديد يعكس تعمق الأزمة العسكرية في السودان. وشملت الضربات استهداف محطات الكهرباء، مما تسبب بانقطاع التيار عن مناطق واسعة في البلاد.
وأكدت مصادر محلية لمراسل الجزيرة مقتل خمسة أشخاص في قصف مدفعي على مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان، بينما أعلنت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني عن مقتل أربعة مدنيين في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور نتيجة قصف مماثل.
وقال الجيش السوداني في بيان رسمي إنه تصدى لمحاولة قوات الدعم السريع التوغل في الأحياء الغربية للفاشر ومخيم زمزم للنازحين جنوب المدينة. ويأتي ذلك فيما تستمر المعارك العنيفة بين الطرفين في عدة محاور غرب البلاد.
وفي سياق متصل، أفاد وزير الداخلية السوداني خليل باشا سايرين بأن السلطات ألقت القبض على 1200 شخص بتهمة التعاون مع الدعم السريع خلال استعادة السيطرة على مدينة ود مدني مطلع العام. وأضاف أن منطقة أم بدة غرب أم درمان أصبحت قريبة من “التحرير الكامل”، بحسب وصفه.
على الصعيد الخدمي، أعلن مجلس التنسيق الإعلامي للكهرباء عن تعطل محطة مروي للطاقة جراء قصف بطائرات مسيّرة أطلقته قوات الدعم السريع، وهو الهجوم الثاني على المحطة خلال أقل من 72 ساعة. ونتج عن ذلك انقطاع تام للكهرباء في الولاية الشمالية، بالإضافة إلى تأثر خطوط التغذية الممتدة إلى الخرطوم ونهر النيل والبحر الأحمر، مما فاقم من معاناة السكان في تلك المناطق.
وفي المقابل، كشفت تقارير محلية ودولية عن تدفق متزايد للعائدين السودانيين من مصر، وسط مؤشرات على تحسن نسبي في الوضع الأمني ببعض المناطق. وذكرت وكالة السودان للأنباء وصول أكثر من 2700 عائد إلى معبر أرقين يوم الأحد الماضي، فيما شهد معبر أبو سمبل تكدساً كبيراً نظراً لقلة وسائل النقل في عطلة العيد.
وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، تجاوز عدد العائدين من مصر منذ بداية 2025 حاجز 70 ألف شخص، في قفزة كبيرة مقارنة بالعام الماضي الذي سجل نحو 42 ألف عائد. وأشارت المنظمة إلى أن أغلب العائدين فروا سابقاً من ولايتي الخرطوم والجزيرة، وتوقعت تضاعف حركة العودة سبع مرات بحلول نهاية العام الجاري.
ويأتي هذا التصعيد العسكري في وقت تشهد فيه البلاد أزمة إنسانية متفاقمة، تتقاطع فيها تداعيات الحرب مع تردي الخدمات الأساسية، في ظل استمرار غياب حل سياسي ينهي النزاع بين الجيش والدعم السريع منذ اندلاع القتال في أبريل 2023.