آسياأخبار العالمأمريكا

قمة بوسان بين ترمب وشي تفتح فصلاً حذراً من التهدئة بين القوتين وتباين في الملفات الاقتصادية والتكنولوجية

عقد الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الصيني شي جينبينغ لقاءً وُصف بـ«الاختبار الدقيق» للعلاقات بين واشنطن وبكين في مدينة بوسان الكورية الجنوبية، وسط تصاعد التعقيدات الاقتصادية والسياسية بين أكبر اقتصادين في العالم. وجاء الاجتماع في لحظة تشهد فيها العلاقات الثنائية مرحلة دقيقة تتداخل فيها المصالح التجارية مع التنافس التكنولوجي والاستراتيجي، من قضية المعادن النادرة إلى ملف «تيك توك» والطاقة.

وركّزت المباحثات على إرساء تفاهمات طويلة الأمد في المجالين التجاري والاستثماري، وتبادل وجهات النظر حول التطورات الدولية، بما في ذلك الحرب الروسية – الأوكرانية، دون أن يسفر اللقاء عن اتفاقات نهائية. واعتبر مراقبون أن القمة مثلت محاولة لإعادة صياغة العلاقة بين البلدين على قاعدة «المنافسة المنضبطة»، في وقت تحتاج فيه كل من الصين والولايات المتحدة إلى الحفاظ على قنوات التعاون لحماية الاستقرار الاقتصادي العالمي.

وأوضح باحثون في العلاقات الدولية أن الجانبين سعيا إلى تحقيق مكاسب رمزية أكثر من نتائج ملموسة، مشيرين إلى أن واشنطن وبكين ستواصلان إدارة خلافاتهما ضمن إطار الحوار لا الصدام. وأكدت الخبيرة الأميركية يان بينيت أن الرئيس شي «يرى في بناء علاقة أكثر توازنًا مع واشنطن ضرورة للحفاظ على ديناميكية الاقتصاد الصيني ومعالجة التحديات الداخلية مثل بطالة الشباب وتباطؤ النمو»، معتبرة أن الاجتماع «أعاد وضع العلاقات على مسار أكثر هدوءًا بعد شهور من التوتر».

وفي المقابل، لفت محللون إلى أن الملفات الحساسة مثل تايوان وملف البيانات الرقمية خضعت لمعالجة حذرة تعكس رغبة الطرفين في تجنب أي خطوات قد تُفسر على أنها تصعيد. فملف «تيك توك»، رغم بقائه معلقًا، لم يُطرح بوصفه أزمة بل كموضوع للتفاهم التقني المستقبلي، في حين استُبعد ملف تايوان من النقاش المباشر، في دلالة على تمسك الجانبين بالحفاظ على الوضع القائم واحترام مبدأ «الصين الواحدة».

أما في الجانب الجيوسياسي، فقد ناقش ترمب وشي إمكانية تعزيز التعاون في مجال الطاقة وتقليص الاعتماد على الإمدادات الروسية، في خطوة يُنظر إليها كجزء من مقاربة أكثر براغماتية بين البلدين.

ويرى مراقبون أن قمة بوسان شكّلت محطة تهدئة مؤقتة لكنها ضرورية، أظهرت إدراك الطرفين أن الاستقرار الاقتصادي العالمي يتطلب التنسيق لا المواجهة، وأن التنافس بين واشنطن وبكين قد يتحول من ساحة صراع إلى ميدان تفاهم تدريجي، تُدار فيه الخلافات بعقلانية وتُترك الأبواب مفتوحة أمام التعاون المتبادل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق