أخبار العالمإفريقيا

قلب تونس مُوزع الأكسجين للنهضة في العناية المشددة

نمرود سليمان-إعلامي ومعارض سوري

يمر المشهد السياسي في تونس بمرحلة عسيرة ومعقدة ناتجة عن المتغيرات السياسية الداخلية والأقليمية والدولية .
نعم دشنت تونس ثورات ما يسمى الربيع العربيع 2010 بعد أن أقدم الشاب التونسي البوعزيزي على حرق نفسه مضافاً الى ذلك الاوضاع السياسية والاقتصادية التي كانت سائدة أنذاك .


كان الشعب التونسي ومعه العربي يريد الانتقال من النظام الفردي السائد إلى آخر ديمقراطي يكون فيه حراً في المجالات كافة مما يؤدي الى تنمية وتطوير الدولة والمجتمع وتحسين المستوى المعاشي والمساواة بالحقوق والواجبات .


لقد سقطت أحلام الشعب التونسي ومعه العربي عندما رَكب الأخوان المسلمين موجة التغير وسيطروا على الساحة بدعم وتوجيه من المركز الأممي للأخوان المسلمين ومقره في استنبول وبدعم غربي واضح وأرادوا العودة بالمنطقة وشعوبها الى الألفية الاولى والعمل بمفاهيم تلك المرحلة من ناحية ، ورأى اردوغان في ذلك فرصة لتحقيق الحلم العثماني من ناحية أخرى ، لقد اصطدمت العودة الى الماضي والحلم الاردوغاني الى حدوث اصطدام بينهما وبين حركة الزمن للشعوب التي لها خياراً واحداً وهو التقدم إلى الامام ولا تستطيع أي قوة مهما امتلكت من جبروت ايقاف هذا التقدم ومن هنا نفهم سبب سقوط الثورات العربية بعد القاء القبض عليها من قبل الاخوان .

في المشهد التونسي نقرأ بأن اليمين الانتهازي واليسار المتطرف يلتقيان ، كما أن الفساد والأخوان يلتقيان وبقوة ولذلك لاسباب عدة اهمها ١- الراسمالي لا يستطيع العيش إلا في الاسواق السياسية الفاسدة ، ٢- الراسمالي لا وطن له لذا يوصف بالجبن لأنه يهرب كالغزال من أية هزة ، ٣- الأخوان لايعترفون بالأوطان وإنما يعترفون بالامة فقط ، ٤-الاخوان شاطرون جداً بتغير الموقف وفقاً للحالة السائدة .


من هنا نفهم سبب هذا التقارب بل التضامن الحاصل بين حركة النهضة وحزب قلب تونس ، كلاهما لا يؤمنان بالوطن الاخوان لهم امتهم الاسلامية والراسمالي له اسواقه العالمية ، ويجمع الاثنان التذبذ السياسي القائم على مدارة المصالح ، عندما كان القروي في السجن اتهم النهضة بوجوده ، والنهضة اتهمت القروي وحزبه بالفاسدين والطرفان صرحا بعدم قبول الاخر ، ولكن بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية رأينا شهر العسل الذي حصل بين النهضة وقلب تونس ، وسنلاحظ قريباً الطلاق القادم بينهما ، ونلاحظ كيف تحوّل القروي وحزبه الى موزعي الاكسجين كلما ينقل الاسعاف السياسي النهضة الى العناية المشددة .


إن تاريخ تونس وتراثها مع الوطنين والمفكرون سيحررون تونس من الفاسدين والظلامين مهما طال الزمن .
نمرود سليمان

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق