لاحظ مراقبون ان الجزائر قد تشهد عودة لافتة للتيارات الإسلامية المرفوضة منذ التسعينيات قريبا، خاصة وان مختلف المسيرات المنظمة كل نهاية الأسبوع منذ انطلاقها -رفضا لما يعرف بالعهدة الخامسة- تشهد تحركا قويا لأنصار الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة -بقرار من السلطات الجزائرية في مارس 1992-، كما يسعى الإخوان الى التموقع من جديد بعد اختفائهم عن الأنظار منذ طردهم من الشارع مع بداية الحراك، وهو التحرك الذي يهدِّد بتحييد الحراك الشعبي عن مساره وامن البلاد.
وكشفت تقارير امنية جزائرية نقلا عن معلومات استخباراتية عن محاولات إرهابية لتفجير أماكن حساسة ومناطق بها مراكز قيادة ووزارات وسفارات اجنبية، ما تفنده وسائل الاعلام الرسمية الجزائرية وتؤكده بالبرهنة مواقع استخباراتية معروفة.
ونقلت مصادر استخباراتية ان التيارات الإسلامية بقيادة “اخوان الشيطان” في الجزائر قد لجأت فعليا الى اعتماد سياسات وممارسات بغيضة تتجه نحو الاستيلاء على الحراك الشعبي الي يصفه الجزائريون بالمحايد، علما وان الاخوان يعترضون على اغلب الحلول التي قد تنهي الازمة التي تعيشها البلاد منذ انطلاق الاحتجاجات، بل عاد هؤلاء للمطالبة بتعديلات دستورية قبل إجراء انتخابات رئاسية، في سيناريو مشابه للتجربة المصرية، في محاولة للسيطرة…
وما يؤكد محاولات الإخوان “افتراس” الحراك الشعبي، ودعم هذا التنظيم المصنف إرهابي في عدة دول من قبل تركيا هو تصريحات زعيم حزب العدالة والتنمية الإخواني، عبد الله جاب الله الذي قال ان انقرة تقف وراء رسم خارطة الطريق للحراك الشعبي، وأن الأخير تبنى تلك الخارطة في مسيراته المليونية، واصفا ذلك بالإنجاز العظيم.
هذا الكلام الخطير الذي يثبت الدعم التركي ‘غير البريء’ لإخوان الجزائر، عبر هذه التصريحات الاستفزازية التي تحرِّض الشعب ضد جيشه وتدعو إلى الفوضى، في محاولة لتحقيق أهداف فشلت أذرعها، ممثلة في تيار الإخوان، في الوصول إليها، وهو تصرف ليس غريبا على تركيا التي تحالفت مع قطر؛ لتأجيج الأوضاع في الدول العربية تحت غطاء ثورات الربيع العربي، وما تبع ذلك من دمار واقتتال لا تزال ليبيا وسوريا والعراق تدفع ثمنهما.
[/padding]وواصلت تركيا تدخلها السافر في الشأن الجزائري بتحذيرها من ما اسمته “مغبة سرقة الثورة الجزائرية”؛ مثلما حدث في مصر قبل ستة أعوام وفق تصريح وزير خارجيتها، الذي عبّر عن أمله في أن تتمكن الجزائر من تشكيل حكومتة مدنية قادرة على تحقيق طموحات وآمال الشعبَين.
موقع “مغرب إنتليجنس” maghreb-intelligence الاستخباراتي الفرنسي، بدوره حذّر من الدور التركي- القطري المشبوه في احتجاجات الجزائر،حيث كشف عن تورط “ثنائي الشرّ” في تحريك الأحداث في هذا البلد الاستراتيجي في شمال افريقيا، أملًا في تمكين حلفائهما من السلطة كما حدث في تونس ومصر قبل الإطاحة بالراحل الاخواني محمد مرسي.
وتراهن تركيا وقطر في سيناريو محكوم على لاعبين جدد ينفذون أجندتهما في الجزائر ، خاصة وان هاتين البلدين في احلك فتراتهما واوهن مراحلها، واحدة تواجه عقوبات أمريكية وسقوط مدوي قاتل للليرة امام الدولار الأمريكي وأخرى تعاني ازمة حصار اقتصادي منذ عامين من قبل دول الخليج العربي بعد اتهامها بدعم الإرهاب وتغذيته في المنطقة .
وتجلّى الدور اللوبي التركي- القطري في الجزائر ايضا من حيث ادارة صفحات الفيسبوك من داخل تركيا مؤخرا، بهدف تعميق الغضب الشعبي للجزائريين للحفاظ على التعبئة في الشوارع، إضافة الى مضاعفة التلفزيونات التركية برامجها باللغة العربية مركزة في كل نشراتها على الوضع في الجزائر، مع بث رسالة مفادها “التغيير الآن ويجب رحيل كل القادة المقربين من بوتفليقة”، حتى بعد قراره الاخير مغادرة الرئاسة والاستقالة .
وذكرت مصادر إعلامية جزائرية أنه تم تخصيص مبالغ مالية لتحويلها إلى الجزائر مع دعم الشبكات المنظمة المقربة من حلفاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسيطرة على التحركات لصالح وترويضها لصالح أنقرة.
ويشار الى ان الدوائر الفرنسية كانت قد اكدت انه تم ضبط أكثر من مليوني يورو في حقائب المسافرين إلى الجزائر عبر باريس، وفق معلومات الاستخبارات الفرنسية، التي أكدت أن هذا التمويل جزء من حزمة خصصت لتعزيز شبكات الاحتجاج التي تطور الشعارات، وتدعمها انقرة والدوحة.
وكانت باريس قد عبّرت عن استياءها من تورط حلفاء أردوغان في الأزمة الجزائرية، خاصة وان الشبكات التركية تريد تشجيع التغيير السياسي غير الملائم لفرنسا.
وكان الوزير الأول الأسبق لدولة قطر حماد الجاسم الثاني قد اعترف بان بلده تلقى تعليمات من طرف مسؤولي البيت الأبيض من أجل زعزعة استقرار الجزائر من خلال استغلال الوضع الراهن والحراك الشعبي من أجل خلط الأوراق على النظام.
وقال ان دولة قطر أعدّت خطة من أجل تنفيذ هذه التعليمات والقيام بكل التدابير حيث جهزت مبالغ مالية لذلك وقنوات لضرب بها الجزائر ومن بينها قناة المغاربية التي تتواجد في بريطانيا وقناة الجزيرة القطرية بدافع استغلال الوضع الحالي لإدخال الجزائر في دوامة العنف لكونها من الدول المستهدفة لنقل إليها ما يعرف بالربيع العربي.
رغم سعى نظام الحمدين وحليفه أردوغان في تركيا، إلى الانخراط في موجة الاحتجاجات في الجزائر ودعم الاخوان والدفع نحو اعتلائهم السلطة مجددا في الجزائر، والاستمرار في ممارسة المؤامرات الشيطانية لتشويه بلدان العرب، إذ خطط تميم وسيده التركي لمؤامرة جديدة تستهدف ضرب أمن واستقرار الجزائر، ويقودها أذنابه في جبهة الإنقاذ الإسلامية، وتدعمها أبواق الفتنة القطرية، تمسّك الشعب الجزائري برفضه عودة الاخوان؛ حيث ان مجزرة التسعينات لا تزال عالقة في اذهانهم.
ويتمسك الشعب الجزائري برفض كل أشكال التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية، حيث تعالت الشعارات المنددة منذ بداية المسيرات الأولى وخاصة ان كان تركيا قطريا.