قدرة الطاقة الجديدة تتجاوز نظيرتها الحرارية في منطقة منغوليا الداخلية الغنية بالفحم في الصين
قسم البحوث والدراسات الإستراتجية والعلاقات الدولية 30-12-2024
تجاوزت قدرة الطاقة الجديدة المركبة التي تشمل طاقتي الرياح والشمس في منطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم الغنية بالفحم في شمالي الصين 120 مليون كيلووات لتتخطى قدرة نظيرتها الحرارية في المنطقة لأول مرة.
وحققت المنطقة هذا الإنجاز قبل عام واحد من الموعد المحدد بعد أن قامت مؤخرا بتوصيل مشروع كهروضوئي بقدرة مليون كيلووات بالشبكة، ما رفع إجمالي قدرتها المركبة حاليا إلى 240 مليون كيلووات، مقابل 117 مليون كيلووات لقدرة الطاقة الحرارية.
وتمتلك منطقة منغوليا الداخلية موارد طاقة جديدة وفيرة إلى جانب إمكانات موارد لطاقة الرياح تبلغ 1.46 مليار كيلووات، ما يمثل حوالي 57 في المائة من الرقم الوطني، كما بلغت إمكانات موارد الطاقة الشمسية 9.4 مليار كيلووات، ما يمثل حوالي 21 في المائة من الإمكانات الوطنية.
وفي الوقت الحالي، تولد منشآت الطاقة الجديدة المتصلة بالشبكة في المنطقة 270 مليار كيلووات/ساعة من الكهرباء الخضراء سنويا، ما يعادل خفض الاستخدام القياسي للفحم بـ84 مليون طن وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بأكثر من 220 مليون طن.
وتفتخر منطقة منغوليا الداخلية أيضا باحتياطيات فحم يبلغ إجماليها 536.5 مليار طن، ما يمثل نحو ثلث الإجمالي الوطني، فيما بلغ إنتاجها السنوي من الفحم في عام 2023 أكثر من 1.2 مليار طن، تم بيع نحو 60 في المائة منه خارج المنطقة مع استخدام حوالي 250 مليون طن لتوليد الطاقة الحرارية داخل المنطقة.
ووفقا لنشرة نشرت على الموقع الرسمي لمديرية الطاقة الإقليمي في شهر يناير الماضي، خططت منطقة منغوليا الداخلية وقتها لإغلاق ثلاثة مناجم للفحم في عام 2024 بطاقة إنتاجية إجمالية تبلغ 2.1 مليون طن.
كما خطت المنطقة خطوات كبيرة في الابتكار التكنولوجي في مجال الطاقة الجديدة، حيث قامت بدمج توليد طاقة الرياح والطاقة الشمسية مع مكافحة التصحر، وعلى سبيل المثال، تم استخدام الألواح الشمسية لتوفير الظل وتقليل تبخر المياه السطحية لتمكين النباتات من النمو حيث تجمع مثل هذه المشاريع ببراعة بين تطوير الطاقة الجديدة واستعادة النظام الإيكولوجي الصحراوي.
ويمكن اعتبار منطقة منغوليا الداخلية نموذجا مصغرا للنمو السريع لقطاع الطاقة الجديد في الصين الذي حافظ على معدل نمو سنوي مزدوج الرقم في السنوات الأخيرة.
ومنذ عام 2013، نمت القدرة المركبة لطاقة الرياح في البلاد ستة أضعاف وارتفعت في مجال الطاقة الشمسية بأكثر من 180 ضعفا، فيما تمثل المنشآت الجديدة في الصين أكثر من 40 في المائة من الإجمالي السنوي العالمي، ما يساهم بشكل كبير في التنمية الخضراء في العالم.
وفي مؤتمر العمل الاقتصادي السنوي الذي عقد في وقت سابق من الشهر الجاري، تعهد صُنّاع السياسات في الصين بتسريع وتيرة التحول الأخضر الشامل للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في العام المقبل.
وقال مسؤول من مكتب اللجنة المركزية للشؤون المالية والاقتصادية إنه ولتحقيق أهداف “الكربون المزدوجة” للبلاد، ستعمل الصين على تشديد الرقابة على استهلاك الوقود الأحفوري وتسريع تطوير نظام طاقة جديد وتعزيز التنمية المتكاملة للطاقة المائية وطاقة الرياح والطاقة الشمسية.