قائد الأسطول الخامس الأمريكي: حاملة الطائرات النووية العملاقة “عاجزة” أمام “أنصار الله”
قسم البحوث والدراسات الإستراتجية الأمنية والعسكرية 08-08-2024
تواصل جماعة “أنصار الله” اليمنية استهداف السفن التي لها علاقة بإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في البحر الأحمر وخليج عدن منذ نوفمبر الماضي، دون أن تتمكن الأساطيل الحربية العملاقة من إيقافها حتى الآن.
ويؤكد ذلك تصريحات الأدميرال جورج ويكوف، قائد الأسطول الخامس الأمريكي، الذي يتولى مهام التصدي لـ”أنصار الله” في المنطقة، حسب تقرير نشرته “سبوتنيك”، النسخة الإنجليزية.
وقال ويكوف: “الأساطيل الحربية العملاقة التي تضم حاملات طائرات نووية غير قادرة على وقف التهديدات التي تشكلها “أنصار الله” اليمنية للسفن العابرة للبحر الأحمر”.
جاء ذلك خلال مشاركته بكلمة عبر الفيديو في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي “سي إس آي إس”، التي أكد فيها أن ما تقوم به القوات الأمريكية وحلفاؤها يمكن أن يطلق عليه “امتصاص الصدمات” ولا يمكن الاعتماد عليه لتحقيق الاستقرار.
وأكد القائد العسكري الأمريكي ضرورة البحث عن وسائل أخرى يمكنها الضغط على “أنصار الله” بالتعاون مع حلفاء أمريكا، مشيرا إلى أن الوسائل العسكرية لم تحقق النتائج المرجوة ولم تتمكن من تحقيق آليات الضغط المطلوبة لإجبارهم على إنهاء الأزمة.
الفشل الأمريكي
تتبنى الولايات المتحدة الأمريكية استراتيجيات عسكرية تقليدية تمكنت “أنصار الله” من إفشالها بتكتيكات عسكرية مبتكرة تعتمد على الصواريخ والطائرات المسيرة رخيصة الثمن.
ففي جنوب البحر الأحمر، تحدث المواجهة بين أسلحة فائقة التطور بيد الجيش الأمريكي وحلفائه، لم تحقق أهدافها، وبين أسلحة رخيصة تمكنت من تحقيق نجاحات كبيرة، كما ذكر تقرير سابق نشرته مجلة أمريكية، تحدثت فيه عن الأسلحة التي تستخدمها “أنصار الله” اليمنية في تلك المعركة.
وأشارت تقارير إلى أن تكلفة الطائرة المسيرة الواحدة التي تستخدمها “أنصار الله” ضد السفن المستهدفة في البحر الأحمر لا تزيد عن ألفي دولار، بينما تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية صواريخ دفاع جوي تصل تكلفة الواحد منها إلى مليوني دولار.
وتمكنت “أنصار الله” باستراتيجيتها منخفضة التكلفة أن تقوض قدرة الجيش الأمريكي والجيوش الغربية المتحالفة معها على التصدي لعملية استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل من باب المندب والبحر الأحمر.
ويقول المقال إن الأمر ببساطة يرتبط بالتكلفة، فبينما تدعو بعض الأصوات إلى قصف مصادر إطلاق المسيرات والصواريخ في المناطق اليمنية التي تسيطر عليها “أنصار الله”، فإن هناك تساؤل مهم وهو: “ما هي الأهداف التي يمكن قصفها؟”.
ويتابع: “تعتمد “أنصار الله” على استخدام منصات خفيفة ورخيصة ويمكن نقلها من مكان إلى آخر كما يمكن تشغيلها عن بعد، وهو ما يعني أن قصف تلك المنصات ستكون تكلفته باهظة دون تحقيق أي نتائج تذكر”.
وأعلنت “أنصار الله”، في 14 نوفمبر الماضي، “بدء اتخاذ إجراءات عملية للتعامل المناسب مع أي سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر”، مشددة على “أن العمليات ضد إسرائيل لن تتوقف حتى يتوقف عدوانها على غزة”، وهو ما واجهته الولايات المتحدة الأمريكية بتشكيل تحالف دولي في البحر الأحمر لم يفلح حتى الآن في منع استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل.