في سابقة تاريخية إسرائيل “مجرم حرب”… وتغيب عربي مهين…
قسم البحوث والدراسات الإستراتجية 11-01-2024
تتجه الأنظار عالمياً إلى مدينة لاهاي في هولندا، حيث محكمة العدل الدولية، التي تبدأ الخميس، التحقيق في قضية “الإبادة الجماعية” بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، التي رفعتها دولة جنوب إفريقيا ضدها في واقعة هي الأولى من نوعها وتقدم جنوب افريقيا مرافعة من 84 صفحة باللغة الإنجليزية، تعرض خلالها دلائل على انتهاك إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال لالتزاماتها بموجب ميثاق الأمم المتحدة، وتورطها بـ”ارتكاب أعمال إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة” وسط تغيب عربي ملحوظ حيث لم تبادر أي دولة عربية بالانضمام لأي دعوى تقدم ضد الكيان المحتل أمام محكمة العدل الدولية .
وكانت إسرائيل وافقت على المثول أمام المحكمة بذريعة أنها تريد “دحض” ما وصفتها بالاتهامات “السخيفة التي تفتقر إلى أي أساس واقعي أو قانوني”.
هذا وتعقد محكمة العدل الدولية، اليوم الخميس 11 جانفي، جلستها الأولى للنظر في طلب جنوب إفريقيا محاكمة إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية، في ظلّ استمرار العدوان على غزة لليوم الـ97 على التوالي. وكانت بوليفيا قد تقدّمت بالشراكة مع جنوب إفريقيا وبنغلادش وجزر القمر وجيبوتي في الـ17 من نوفمبر الماضي، بدعوى إلى محكمة الجنايات الدولية للتحقيق حول الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.
وبخصوص التقاضي أمام المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية فقد رفعت جنوب افريقيا، دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل لانتهاكها اتفاقية منع الإبادة الجماعية على خلفية ما يحدث في غزّة… حيث دعا رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، المحكمة الجنائية الدولية إلى “إجراء تحقيق فوري في جرائم الحرب” التي ترتكبها إسرائيل في غزة
وأعلن رامافوزا، تقديم الوثائق اللازمة إلى المحكمة الجنائية الدولية في ما يتعلق بـ”جرائم الحرب” الإسرائيلية، وأنهم ينتظرون من المحكمة أن تتخذ إجراءات بشأن التحقيق. وأشار إلى أن المحكمة الجنائية الدولية لديها صلاحية توجيه الاتهام إلى المسؤولين عن “جرائم الحرب” المرتكبة في فلسطين100محامي من التشيلي تقدموا بدعوى قضائية لدى المحكمة الجنائية الدولية ضد جرائم الحرب المحامي الفرنسي، جيل ديفرز جمع اكثر من 300 محامي لمقاضاة المحتل الغاصب ، كما أن 3061 محامي تركي رفعوا دعوى قضائية ضد الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب في غزة.
ومع افتتاح الجلسات، اتهمت جنوب أفريقيا إسرائيل بانتهاك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، معتبرة أن الهجوم الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر لا يمكن أن يبرر ارتكابات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة حيث قال وزير العدل لجنوب أفريقيا رونالد لامولا الذي يحضر الجلسات في لاهاي “لا يمكن لأي هجوم مسلّح على أراضي دولة مهما كانت خطورته أن يقدّم أي تبرير لانتهاكات الاتفاقية”
المتهمة الرئيسية إسرائيل ، وافقت على المثول أمام المحكمة من أجل دحض ما وصفتها بالاتهامات “السخيفة التي تفتقر إلى أي أساس واقعي أو قانوني”، في ظل خشية الأوساط القانونية والسياسية في تل أبيب من تبعات المحكمة وإمكانية أن تصدر قرارا يأمر إسرائيل بوقف الحرب. هذا وأعدت المتهمة الرئيسة العدة للدفاع عن نفسها اليوم الخميس 11/01/2024 أمام أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة ضد اتهامات بارتكاب إبادة جماعية في غزة، فيما أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علنا وللمرة الأولى رفضا لدعوات بعض الوزراء المنتمين لليمين لاحتلال القطاع بصورة دائمة.
وفي الدعوى التي رفعتها أمام المحكمة والمكونة من 84 صفحة، أشارت جنوب أفريقيا إلى أن إسرائيل فشلت في تقديم الأغذية الأساسية والمياه والأدوية والوقود وتوفير الملاجئ والمساعدات الإنسانية الأخرى لسكان القطاع، وأن حملة القصف المستمرة دمرت مئات الآلاف من المنازل واضطرت نحو 1.9 مليون فلسطيني إلى النزوح، كما أسفرت عن مقتل 23 ألف شخص.
وستستمع لجنة من 17 قاضيا، بينهم قاض من جنوب أفريقيا وآخر من إسرائيل، إلى مرافعات مدتها 3 ساعات لكل طرف، على أن تصدر حكما في وقت لاحق من الشهر الجاري. ويذكر أن أحكام محكمة العدل الدولية مُلزِمة للدول الموقعة على ميثاقها، لكنها لا تملك الأدوات التنفيذية للتأكد من التزام الأطراف المعنية بها .
